كتب الأسير المحرر عصمت منصور، عن تفاصيل الليلة الأخيرة التي قضاها الأسير المحرر كريم يونس في الأسير، وذلك وفقا لمعايشته ظروف الأسر سابقا، والإلمام بظروف الأسرى من واقع تجربته الشخصية.
وقال منصور في منشور كتبه على الفيس بوك: "كانت أطول وأصعب ليلة تمر على كريم يونس، عاش فيها رهبة أن يكون حرًا وأن يقوم بأشياء لأول مرة، بعد أربعة عقود: كأن يمشي بلا قيود في قدميه، ولا سجان يرافقه مثل ظله، وأن يفتح الباب من داخل الغرفة، أو أن يجلس على كرسي سيارة جلدي بجانب السائق، وأن يطفىء نور الغرفة ويطل من شباك بلا ألواح وسياج، ويقرر متى يأكل وأين ينام، أن يعتاد أن يكون هو، هو كما يريد".
وأشار إلى يونس عاش أيضا رهبة أن لا يكون مع رفاقه الأسرى، ونغصت عليه شبهة التخلي وتركهم وحدهم، وأن يكون محاطا بأشخاص يحبهم ويحبونه لكنه لا يعرفهم حقًا ولم يتعرف عليهم إلا كونهم أسماء وصور وفكرة هو كونها عنهم، فكرة وصورة تشبه واقعه أكثر مما تشبههم.
وأضاف الأسير المحرر عصمت منصور في منشوره، ما يحتاجه كريم: أن نحتضنه، نتصور معه، نحبه، نعانقه، لكن أيضا أن نعطيه مساحته الخاصة والكافية كي يستوعب هذه النقلة الكبيرة بين عالمين متناقضين، خاصة من وسائل الاعلام.
وأكمل: "يحتاج كريم عدم مناداته بكلمات: قائد وبطل وأسطورة…الخ وخلق حاجز بيننا وبينه، بدل ذلك أن نناديه باسمه وصفته الحميمية التي حرم منها".