أوصى الشهيد الفتى آدم عياد (15 عامًا)، الذي ارتقى فجر اليوم برصاص الاحتلال في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، بتوحيد البوصلة نحو صدر الاحتلال، وأن يقف الناس جميعًا في مواجهته.

وكتب الشهيد عياد في وصيته التي عُثر عليها في جيبه ومكتوبة بخطِّ يده ومختومة بمداد دمه الطيب: "اللهم الثبات، النصر أو الاستشهاد، أنا كان نفسي أشياء كثير أعملها، بس احنا ببلد مستحيل تحقق أحلامك فيها".

وتابع عيّاد: "وأنا مبسوط كثير إنه ربنا حققلي حلم من أحلامي وهو الشــهادة، وأنا بقلكو كلكو إنو الشــهادة مش بس موت، الشــهادة فخر لنفسك وفخر للعالم كله، الشـهـادة انتصار".

واستكمل بقوله: "صحيح بتنتهي حياتك بس بتنتهي وأنت مبسوط، وأنا بحب أوصّل رسالتي للعالم كلو، وزي ما قالها النابلسي نفسي الناس هاي كلها تصحصح".

وذكر الشهيد عياد: "أنا مني بقلكم حددوا بوصلتكم ووجهوها على الاحتلال، وأنا بتمنى من ربنا إنو يتقبلني مع الشـهـداء، وبتمنى من ربنا ينهي الجواسيس".

وفي نهاية وصيته تمنى الشهيد عيّاد من الناس وأهله ومحبيه أن يسامحوه وأن لا ينسوه، مضيفًا: "وما بدي أقلكم مع السلامة بدي أقلكم لنا لقاء بالجنة".

وأجمع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ وصية الشهيد الفتى آدم عيّاد هي رسالة جيل بأكمله لكلِّ من يهمه أو حتى لا يهمه الأمر؛ رسالة يجب أن تقرأ وتفهم كجرس إنذار .

وكان الشهيد عياد قد ارتقى جراء إصابته برصاص قناصة إسرائيلية في الصدر، خلال المواجهات التي اندلعت فجرًا في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم.

وشيَّعت جماهير فلسطينية غفيرة الشهيد الفتى آدم عياد (15 عامًا)، في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، وأدى المُشيّعون صلاة الجنازة على الشهيد في خيمة على مدخل المخيم، ثم وُوري الثرى في مقبرة "أرطاس" على حدود المدينة.

والطفل آدم عياد الابن الوحيد لعائلته وباستشهاده يرتفع عدد شهداء العام 2023 إلى ثلاثة، بعد ارتقاء اثنين فجر أمس في كفر دان غرب جنين.

بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جماهير شعبنا الفلسطيني المرابط، الشهيد البطل آدم عصام عياد من مخيم الدهيشة ببيت لحم.

وقالت إنّ شعبنا الصَّامد وأمام استمرار جرائم الاحتلال من قتل وهدم وتشريد، سيُواصل المقاومة دفاعًا عن أرضه ومقدساته وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، واسترداد حقوقه كاملة ونيل الحرية والاستقلال.

ودعت جماهير شعبنا إلى مواصلة رباطهم وصمودهم وتصعيد المواجهة والاشتباك مع العدو الصهيوني، وقطع الطرق أمام المستوطنين والمتطرّفين الصهاينة، مضيفة: "فهذا العدو المجرم وحكومته الفاشية العنصرية لا تردعها إلّا المقاومة الشاملة".