فلسطين أون لاين

في الذكرى السنوية الـ27 لاغتياله

تقرير إرث المهندس "عياش".. نهج مقاومة تُجسّده المجموعات المقاتلة بالضفة

...
الشهيد يحيى عياش
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

يعيد تصاعد أعمال المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الضفة الغربية، على الرغم من الملاحقة الأمنية، والتنسيق الأمني، إلى الأذهان حقبة الشهيد يحيى عياش المهندس الأول في كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

ويوافق 5 يناير/ كانون الثاني الحالي، الذكرى الـ27 لاغتيال عياش (من مواليد 1966)، بعدما أصبح هدفًا مركزيًا لأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، وقد أمر قادته باغتياله لفداحة العمليات النوعية التي فتكت بالعشرات من جنوده ومستوطنيه، وقدرته الكبيرة على التخفي.

ويوم 5 يناير 1996، تمكن ما يسمى جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، من اغتيال عياش شمالي قطاع غزة، في عملية معقدة.

وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على اغتياله فإن نهجه لا يزال يمثل عهدًا يقطعه الشباب الفلسطيني على أنفسهم، ويترجمونه على الأرض بالمجموعات المقاتلة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وينحدر عياش من قرية رافات بين نابلس وقلقيلية، شمالي الضفة الغربية، وبدأ عمله المقاوم في الضفة قبل أن ينتقل إلى غزة ويواصل عملياته النوعية التي شملت الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحسبما تقول زوجة الشهيد عياش، هيام، فإن انضمامه للعمل المقاوم ضد الاحتلال حقق نقلة نوعية، خاصة أنه كان قد أنهى دراسة الهندسة الكهربائية، واستطاع صناعة متفجرات من أدوات بسيطة للغاية.

"وقد مثل ذلك بصمة في تاريخ العمل المقاوم، دفعه لاحقًا إلى التخطيط لعمليات مميزة ضد الاحتلال ومستوطنيه"، كما تضيف زوجته لصحيفة "فلسطين".

وأشارت إلى أن سلسلة من العمليات الفدائية بمجرد وقوعها كانت الأذرع الأمنية والعسكرية للاحتلال توجه أصابع الاتهام مباشرة إلى عياش، وبالفعل تكون من صنعه.

وتدرك هيام، المكناة بـ"أم البراء"، أهمية ما كان يتطلع إليه عياش عندما كان في العمل المقاوم، وعلى رأس أولوياته مقاومة الاحتلال، وتحرير فلسطين، وتحرير الأسرى بعمليات أسر الجنود، إذ كانت محاولات عديدة لتحقيق ذلك.

وبينت أن عياش كان أحد القادة العسكريين الذين خططوا لعملية أسر الجندي الإسرائيلي "نخشون فاكسمان" سنة 1994، بهدف مبادلته بأسرى فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال، لكنها انتهت باستشهاد 3 من كتائب القسام ومقتل "فاكسمان"، والضابط الإسرائيلي المسؤول عن القوة التي حاولت تحريره، في قرية بير نبالا قضاء مدينة رام الله.

وبعد 17 سنة من العملية، وتحديدًا نهاية 2011، استطاعت كتائب القسام تحرير 1047 أسيرًا وأسيرة في صفقة "وفاء الأحرار"، على 3 مراحل، مقابل تسليم جندي المدفعية الإسرائيلي جلعاد شاليط، بعد ما يزيد على 5 سنوات من أسره لدى القسام.

اقرأ أيضاً: حوار ناصيف: عجلة التحرر من الاحتلال انطلقت ومقاومة الضفة تتعافى

وعدّت "أم البراء" إنجاز صفقة تبادل وتحرير أسرى، منهم أشخاص عملوا إلى جانب عياش، دليلًا على تمسك المقاومة بالمبادئ التي عمل عليها زوجها، مضيفة أن مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين وإطلاق سراح الأسرى، كانت على رأس أولوياته.

وتابعت: إن عياش لا يزال يمثل أيقونة لجيل الشباب المقاوم في الأراضي الفلسطينية، خاصة لمجموعات عرين الأسود، وكتيبة جنين، وفصائل المقاومة جميعها، الذين يتخذون منه نموذجًا لمواجهة الاحتلال.

وأكملت: إن الأجيال المقاومة المتلاحقة تعرف عياش جيدًا، وتعرف إخلاصه، وقد ترك بصمة لن يمحوها مرور السنين.

وبحسب معطيات إسرائيلية، فقد بلغ مجموع القتلى الإسرائيليين على يد المهندس عياش 76 جنديًا ومستوطنًا إسرائيليًا.

وكانت أول عملية استشهادية من بين سلسلة عمليات خطط لها عياش، في أبريل/ نيسان 1993، نفذها الاستشهادي ساهر النابلسي، من الجبل الشمالي بمدينة نابلس، حين فجَّر سيارته المفخخة داخل مقهى "فيلج إن" الذي يرتاده جنود الاحتلال في مستوطنة "ميحولا" القريبة من بيسان في الداخل المحتل، فقتل 2 وأصاب 8 آخرين.

وأعلنت كتائب القسام عن صاروخ "عياش-250" نسبة إلى الشهيد يحيى عياش، وأدخلته الخدمة العسكرية لأول مرة في معركة "سيف القدس"، وقصفت به مطار "رامون" جنوب فلسطين المحتلة، بتاريخ 13 مايو/ أيار 2021.