بهدف إحياء التراث الفلسطيني، وللمساهمة في تنشيط وتنمية السياحة المجتمعية للمناطق الريفية وتشجيع السكان على التوافد إليها، يقود محمد أبو لحية مبادرة مسار حجر وأثر لتطوير مسار القرارة التراثي.
ويقول أبو لحية: إن "مسار حجر وأثر" مبادرة تطويرية لمسار القرارة التراثي الذي يمتد لمسافة 8 كليومترات، يبدأ من متحف القرارة الثقافي على الأقدام، نزولًا في وادي عودة حتى حدود القرارة من الشمال وانتهاءً بديوان عائلة مهنا.
وتقع بلدة القرارة ذات الطابع الريفي والمعروفة باسم الشيخ حمودة في الجنوب الشرقي لخانيونس، وسميت بهذا الاسم نظرًا لاستقرار أرضها وخصوبة تربتها، وتمتد حدودها من أراضي النقب المحتل شرقًا إلى البحر غربًا.
وتعد القرارة من البلدات التي تحظى بأهمية خاصة في التراث الفلسطيني ولها دور مهم في المنطقة الجنوبية الغربية من فلسطين خلال العصور، فهي على الطريق الواصل من مصر بلاد كنعان والطريق الفرعية المؤدية إلى مدينة جرار القديمة الشهيرة الواقعة في جنوب شرقي غزة مرورًا بسوق مازن الذي كان يستخدم في الماضي للتبادل التجاري، حيث ظهر السوق على خريطة أرضية فسيفساء مأدبا في الأردن، ما يدل على أهميتها في تلك الحقبة.
ويشير أبو لحية إلى أن مبادرة "مسار حجر وأثر" تسعى مثلًا إلى صون وادي عودة، وهو واد صغير يقع شرق بلدة القرارة ويبلغ طوله حوالي 4 كيلومترات ويتفرع منه واديان.
ويقول: إن الواد "لم يعد له وجود اليوم بسبب جفاف مياهه منذ قطعت سلطات الاحتلال طريق مياه الأمطار التي تغذيه في عام 2013، وعلى الرغم من جفاف الواد فإن بيئته جميلة وخصبة ويعد محمية طبيعية مليئة بالحياة البرية النباتية والحيوانية".
ويوضح أن المبادرة تهدف إلى المساهمة في إعادة الحياة إلى البلدة وتشجيع السكان على التوافد إليها، وتنمية وتنشيط السياحة من خلال استقطاب السياح إليها، إضافة إلى تعزيز مفاهيم التراث المادي وغير المادي لدى المجتمع المحلي، كأدوات للتنمية والتغيير المجتمعي الإيجابي والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتنفيذ أنشطة مشاركة مجتمعية للمساهمة من إنتاج حراك ثقافي في بلدة القرارة، وتنظيف المسار وتجهيز استراحة لاستقبال الزوار من مختلف المناطق.
ويضيف أن "حجر وأثر" تهدف لتطوير مسار مشي متكامل لمسافات طويلة، تمكن المتجول من الوصول إليه وحده، ويعد هذا المسار أول مسار ثقافي موثق على نظام (GPS) ويهدف إلى تطوير السياحة المجتمعية داخل القرى والأرياف في قطاع غزة.