عودة بنيامين نتنياهو أطول رئيس وزراء خدمة في منصب رئيس الوزراء بمصادقة الكنيست على رأس حكومته السادسة، بتحالف حزبه الليكود مع الأحزاب الصغيرة الدينية الأكثر تطرفا وعنصرية من عتاة اليمين الصهيوني الفاشي، هي بمنزلة إعلان حرب يسقط جميع الأقنعة، بعد استعراض بنود برنامج حكومته وبرضوخه لابتزاز تحالف العنصريين بقيادة شريكه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يؤمن أنه ليس للفلسطينيين حق بالوجود، وبدعم وزير الاقتصاد سوميتريش- بعقيدة صهيونية خالصة.
الأخطر في أجندة حكومته تبني مشروع توراتي- صهيوني معتق يلغي حق الفلسطينيين وفلسطين كدولة وكيان وشعب، وتظهر وجه (إسرائيل) الواقعي غير المستتر بتطرفه الصهيوني، خاصة مع تأكيد نتنياهو بنود وأولويات برنامج حكومته يتضمن: (حق اليهود الحصري وبلا أي تشكيك بجميع أراضي (إسرائيل) (أي فلسطين)، ودعم وتوسيع وتطوير المستوطنات في الجليل والنقب والجولان والضفة الغربية، وسنعزز أمن جمهورنا ومحاربة النضال الفلسطيني (التنكيل بالفلسطينيين)، ونواجه برنامج إيران النووي، ونعزز وضع ومكانة القدس، ونوسع دائرة (التطبيع مع مزيد من الدول العربية).
وتأثيرا في دعم المرشحين للمناصب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمات يهودية أخرى، تلتزم الصمت بشأن تركيبة الحكومة الجديدة التي تنفّر اليهود العلمانيين والليبراليين.
كما لم تعلق الدول العربية المطبّعة، التي لا شك تشعر بالإحراج لأن التطبيع لم يُجدِ نفعا بإقناع الناخبين اليهود بالتصويت للتعايش والتطبيع، وليس للمرشحين المتطرفين للكنسيت، ولا في إقناع نتنياهو اليائس الذي وقع الاتفاق الإبراهيمي، بعدم التصعيد والاستفزاز، بإشعال النار بتعيين بن غفير وغيره من عتاة العنصريين المتطرفين في حكومته، ما يجعل (إسرائيل) دولة عنصرية يهودية دينية متطرفة.
وفي الوقت الذي تشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالحرج وعدم الارتياح من تركيبة الحكومة الجديدة، كان صادما ومعيبا تهنئة إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي وحتى الرئيس الأوكراني زيلنسكي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة والتعهد بالعمل معها، دون انتقاد ورفض تعيين وزراء معروفين بعدائهم وعنصريتهم ومعارضتهم لموقف أمريكا والاتحاد الأوروبي الداعم لـ"حل الدولتين".
وبرغم ذلك، عبّر الرئيس بايدن عن تطلعه «للعمل مع صديقي منذ سنوات رئيس الوزراء نتنياهو-للعمل معا في مواجهة التحديات وتحقيق الفرص التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، بما فيه تهديدات إيران وتقدم عملية التسوية في الشرق الأوسط، (التي يعمل نتنياهو مع حكومته المتطرفة على تدميرها كليا).
بينما طالبت كير-CAIR-أكبر مؤسسة إسلامية أمريكية إدارة بايدن بأخذ موقف حاسم وواضح من الحكومة الإسرائيلية «العنصرية-اليمينية، التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين، وخاصة أن من ضمن أجندة حكومة نتنياهو التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية وإدانة مواقفها، وإنهاء الشيك على بياض الذي يمول سلوك وتصرفات حكومة الأبارتهايد، ولم يعد مقبولا إبقاء الموقف الحالي الداعم لتجاوزات (إسرائيل)».