تَوقَّع العديد من المتابعين والمحللين أن يشهد العام الجديد تصعيدًا ملحوظًا في أعمال المقاومة كمًّا ونوعًا مع ازدهار العمل المقاوم للمجموعات المسلحة، ولا سيما مجموعات "عرين الأسود".
وفي النصف الثاني من العام الماضي برزت مجموعات عرين الأسود في نابلس، ومجموعات مسلحة في جنين حين نفّذت عددًا من العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.
ويؤكد الباحث والمتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أنّ الإرهاصات الموجودة حاليًّا تدل على أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تصاعدًا في أعمال المقاومة لعدة أسباب، في مقدمتها صمود المجموعات المسلحة في الضفة الغربية على الرغم من الضربات المتتالية التي تعرضت لها.
اقرأ أيضًا: "البطش" يدعو إلى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية
ويضيف أبو العدس لصحيفة "فلسطين" أنّ مجموعة عرين الأسود والمجموعات المقاومة في جنين باتت تتمتع الآن بقوة عسكرية، واحتضان كبير، ما أكسبها مزيدًا من العنفوان والصمود والحفاظ على مقومات البقاء.
ويُشير إلى أنّ مكامن قوة عرين الأسود والمجموعات المسلحة في جنين أنها باتت قادرة على إيقاع الخسائر في صفوف الاحتلال وقطعان المستوطنين بعد انتقالهم من مرحلة الدفاع عن النفس في أثناء الاجتياحات إلى مرحلة الهجوم كما حصل في العديد من العمليات التي نُفّذت، خصوصًا في محيط مدينة نابلس.
ويُوضّح أبو العدس أنّ المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في العمليات الفلسطينية ضد الحواجز الإسرائيلية وقطعان المستوطنين، لكن سيُقابلها ازدياد في جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين.
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري: إنّ عدة عوامل سياسية واجتماعية تمثَّلت في الأراضي الفلسطينية في المرحلة الأخيرة ستقود إلى تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية".
ويُضيف المصري أنّ التحولات السياسية في المشهد الإسرائيلي التي باتت تتجه إلى التطرف ستنتج نهجًا إجراميًّا تهويديًّا بحقّ المقدسات الفلسطينية، الأمر الذي سيجلب ردًّا فلسطينيًّا كبيرًا، خاصة أنّ الأمر يتعلق بملفات حساسة منها القدس والاستيطان.
ويُشير إلى أنّ انسداد أفق عملية التسوية المتوقفة أساسًا سيقود المجتمع في الضفة الغربية إلى البحث عن وسائل أخرى تعيد حقَّه وهي المقاومة بجميع أدواتها.
بدوره، أيّد الكاتب ياسر مناع سابقيه بشأن التصعيد في العام الجديد قائلًا: "باعتقادي أننا أمام حالة تصعيد في عمليات المقاومة، ولا سيما أنّ الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة لديها خطة واضحة في تطبيق مشاريع تهويدية وإجرامية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين".
اقرأ أيضًا: الناشطة "العواودة": تنامي المقاومة في الضفة بداية لانتفاضة التحرير
ورأى منّاع في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنّ التهديدات المُوجّهة للسلطة الفلسطينية وإمكانية تجميد عائدات الضرائب، ستزيد حدّة الاحتقان في الأراضي الفلسطينية، وقد تُفجّر الأوضاع وتقلبها رأسًا على عقب.
ويُنبّه إلى أنّ مجموعات عرين الأسود وأخواتها في الضفة الغربية سيكون لها دور بارز في تكبيد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه خسائر فادحة في ظلّ الواقع المُعقّد في الضفة الغربية المحتلة.
ويشير إلى أنّ ما يُميّز تلك المجموعات في هذه الأثناء أنها تتمتع بحاضنة شعبية، وهذا يكفل ديمومتها واستمرارها، على الرغم من الضربات الإسرائيلية التي لم تنجح في إنهاء تلك المجموعات".