أكدت لجنة دعم الصحفيين في تقريرها السنوي لعام 2022م، أن هناك تصاعداً ملحوظاً لاعتداء الاحتلال على الحريات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد استشهاد صحفيتين اثنتين، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.
ووثّق التقرير الذي شمل الفترة ما بين 01 كانون الثاني/ يناير 2022 إلى 31 ديسمبر/كانون أول 2022، أكثر من (1003) من الانتهاكات بحق الحريات الإعلامية مبيناً أن الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين اقترفت عمداً وأنه تم استخدام القوة بشكل مبالغ فيه، دون مراعاة جميع القوانين والمواثيق الدولية والحقوقية والإنسانية التي تكفل حرية العمل الصحفي.
وكانت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين هي الأبرز حيث وثّق التقرير (707) انتهاكاات إسرائيلية على حرية الصحافة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تشمل جرائم انتهاك الحق في الحياة والسلامة الشخصية للصحفيين، وتعرُّض صحفيين للقتل والاعتقال والاستهداف وغيرها من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، فيما بلغت (87) انتهاكاً من قبل جهات فلسطينية، و(209) انتهاكاات في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني من قبل إدارة مواقع التواصل الاجتماعي.
707 انتهاكات
وسجّل خلال فترة التقرير جرائم اغتيال واستهداف واعتقال واحتجاز صحفيين، ومنع الصحفيين من دخول مناطق معينة أو تغطية أحداث، ومصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية، ومنع الصحفيين من السفر إلى الخارج، إضافة إلى مداهمة منازل صحفيين وإغلاق مؤسسات إعلامية وتهديد أخريات وحملات تحريض مكثّفة على الصحفيين وبعض وسائل الإعلام وغيرها.
ورصدت اللجنة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير (2) حالة اغتيال، وهما شيرين أبو عاقلة (51 عاماً) مراسلة قناة الجزيرة، والتي استشهدت من جرّاء استهدافها برصاصة في الرأس خلال تغطيتها اقتحام الاحتلال لمخيم جنين، وكذلك الصحفية غفران وراسنة، (31 عاماً)، والتي استشهدت من جرّاء إطلاق رصاص عليها وهي تمر على حاجز عسكري إسرائيلي بمخيم العروب بالخليل.
وفي جانب الاعتداءات والإصابات وثّق التقرير (215) حالة استهداف سواء كانت بشكل مباشر بالرصاص الحي أو المغلف بالمطاط، أو السحل بالضرب وإلحاق الأذى والكسور والرضوض في أنحاء جسدهم والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة والإصابة بالاختناق من جرّاء استنشاق الغاز السام وغاز الفلفل، وتعرّض معدّاتهم للتدمير والتحطيم.
وسجّل التقرير (85) حالة تعرض خلالها الصحفيون للاعتقال، والاستدعاء والاحتجاز من بينهم أربع حالات إبعاد وحبس منزلي مثل الصحفية لمى أبو غوشة، واستخدام عدد ستة منهم كدروع بشرية.
في حين وثّق (42) انتهاكًا، تنوع ما بين تمديد اعتقال أكثر من مرة قبيل موعد الإفراج عنهم، مثل تجديد الاعتقال الإداري للصحفي محمد نمر عصيدة، وعمر أبو الرب، وتثبيت أحكام بحق صحفيين، وإصدار أحكام بحق آخرين، وتأجيل محاكمة بعض منهم لا يزالون في سجون الاحتلال.
كما أمعن التقرير في رصد (242) حالة تم فيها منع صحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث، لمنعهم من فضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.، تم خلالها مصادرة (14) معدات وبطاقات صحفية وهويات.
إلى ذلك، سجّل (20) حالة تحريض واتهام وملاحقة لصحفيين ومؤسسات إعلامية وتهديدهم بالاعتقال والقتل، وكذلك سجّل (18) حالة إغلاق وتحطيم مؤسسات صحفية، من بينهم تضرّر 10 مؤسسات إعلامية في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
كما سجّل التقرير (44) حالة اقتحام ومداهمة وتفتيش وتحطيم أجهزة ومعدات وكاميرات وهواتف نقالة ومواد صحفية لمنازل صحفيين ومؤسساتهم الإعلامية.
فيما رصد (3) حالات منع من السفر، وهم منع الصحفي مجاهد السعدي، ومراسلة TRT التركية مجدولين حسونة، والصحفي أيمن قواريق لتقييد حرية الحركة والتنقل للصحفيين وحدهم من ممارسة عملهم المهني لنقل جرائم الاحتلال التي يرتكبها في الأراضي الفلسطينية.
وركز التقرير على ما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات في سجون الاحتلال ومضايقات والتي بلغت (22) انتهاكات، تمثّلت في التحقيقات القاسية مثل التحقيقات مع الصحفية لمى غوشة ومنع الدواء على الإعلامية دينا جرادات، وسط الشتم والسب والتهديد، ومنع أهاليهم وذويهم من رؤيتهم، عدا عن الإهمال الطبي وممارسة العزل الانفرادي بحق بعضهم ومنع استخدام أبسط أداوتهم الشخصية مثل الكاتب الأسير وليد دقة، من بينهم إجبار أربعة على دفع غرامة مالية قبل الإفراج عنهم.
الانتهاكات الداخلية
سجّل التقرير السنوي للعام 2022 ما يقارب (87) انتهاكاً، توزعت في تسجيل 15 حالة في غزة، و72 حالة بالضفة الغربية، تمثّلت في مقتل (1) الصحفي نضال اغبارية من قبل مجهولين بالداخل المحتل، واعتقال (31) حالة من الصحفيين، وتمديد اعتقال (12) حالة، واعتداء وإصابة بلغت (7) حالات، واتهام وتحريض وتهديد (12) حالة، ومصادرة معدات عدد (2)، ومنع من السفر عدد (2)، وإغلاق مركز إعلامي (1).
كذلك تم منع من التغطية وعرقلة عمل (6) حالات، فيما سجّل (4) حالات اقتحام ومداهمة، عدا عن توثيق عدد (9) من الانتهاكات بحق الصحفيين داخل الاعتقال السياسي.
محاربة المحتوى
أما في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني من قبل إدارة مواقع التواصل الاجتماعي سجّل تقرير لجنة دعم الصحفيين خلال عام 2022 عشرات الحالات تم تسجيل (209) حالات -كان أعلاها شهر أغسطس الماضي-، من ضمنها إغلاق حسابات عشرات المواقع الإخبارية والإعلامية وحسابات الإعلاميين العاملين في تلك المواقع والتي تنوّعت ما بين حذف الصفحات والحسابات والحظر ومنع النشر وحذف المنشورات ومنع التعليق وتقييد الوصول للصفحات ومنع البث المباشر وحذف منشورات قديمة تعود إلى سنوات.
حيث تعرّض كل من موقع صحيفة القدس، وموقع فلسطين اليوم الإخبارية، ومجموعات الأقصى الفضائية عبر الواتس، وراديو بيت لحم 2000، لاختراق من قبل الاحتلال الإسرائيلي ونشر أخبار إسرائيلية مفبركة بهدف إرباك الرواية الفلسطينية، كما عملت مواقع وصحف دولية على فصل صحفيين فلسطينيين من العمل من بينهم أغلق التلفاز الألماني ARD، مكتبه في قطاع غزة، كما تم فصل الصحفيين العاملين فيه بشكل تعسفي، وكذلك فصل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية 3 صحفيين من قطاع غزة بحجة "معاداة السامية".