على مدار ساعتين لم يغادر عزيز ديرية بوابة مقر مخابرات السلطة بمدينة بيت لحم بانتظار انتهاء استدعاء ابنه حسن (18 عامًا) من مقابلة لـ"خمس دقائق"، قبل أن يظهر له عنصر أمني ليبلغه أنه رهن الاعتقال.
حسن عزيز ديرية واحد من سبعة معتقلين من عائلة واحدة اعتقلتهم مخابرات بيت لحم، قبل ستة أيام وجرى الخميس الماضي تمديد اعتقالهم لـ 15 يومًا، باستثناء اثنين هما محمد يوسف ديرية، ومحمد فؤاد ديرية، جرى إخلاء سبيلهما.
والمعتقلون الخمسة هم: محمد سمير ديرية، ومحمد عصام ديرية، ومحمد حاتم ديرية، ويونس يوسف ديرية وحسن عزيز ديرية.
مدة شكلية
يقول عزيز ديرية لصحيفة "فلسطين": "اتصلوا علينا وطلبوا إحضار حسن للمقابلة خمس دقائق فذهبت معه لأنني لا أثق بكلامهم وخشيت عليه، وبالفعل حدث ما كنت أخشاه ولا يزال معتقلًا".
ويعد هذا الاعتقال الأول لحسن لدى سجون أمن السلطة، ويستغرب والده من اعتقاله، لكون ابنه منشغلًا في عمله ويعود مساءً إلى المنزل ولا يشارك في أي فعاليات سياسية.
يضيف بقهر: "الواحد مش طالع بايده اشي، غير أنه يحكي حسبنا الله ونعم الوكيل، لا هم باعوا أرضًا لليهود ولا أولادنا جواسيس عشان يصير فيهم اللي قاعد بصير".
وفي وقت كانت العائلة تتوقع الإفراج عن أبنائهم جميعًا الخميس الماضي، تفاجأت بتمديد اعتقال 5 منهم لـ15 يومًا، وهو ما سيزيد من الأعباء الملقاة على الأهالي في التنقل بين السجون والمحاكم إضافة لتلبية متطلبات اعتقالهم.
فؤاد ديرية الذي يعمل بالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني انتزع قرار إفراج ابنه محمد بكفالة مالية بعد ستة أيام من اعتقاله.
يقول لصحيفة "فلسطين" عن اعتقال ابنه: "اتصلوا على شقيقه بطلب الاستدعاء خمس دقائق، فذهبت معه، لكنهم أخبروني أنه رهن الاعتقال يومها. رفعت صوتي عليهم وقلت: أنتم بتضحكوا على العالم، مرة عندكم ومرة عند اليهود".
واعتقل نجله لدى الاحتلال عامًا ونصفًا وأفرج عنه قبل شهرين، وفي أثناء اعتقاله لاحق مركبته وأطلق النار عليه ما أدى إلى إصابته بالقدم.
ورغم أن جل التحقيق تركز مع ابنه محمد على مراسم استقبال المحرر منير ديرية ورفع رايات حركة المقاومة الإسلامية حماس خلال الاستقبال، إلا أنه وجد في كتاب إخلاء السبيل أن اعتقاله كان على تهمة مخالِفة لما تم التحقيق معه، ووجهت له تهمة "حيازة سلاح بدون ترخيص".
وضع غير مستقر
يعلق على ما يجري مع العائلة قائلا: "نحن في صراع مع الاحتلال وهذا نعرفه، لكننا أصبحنا بين المطرقة والسندان، وأصبح وضعنا غير مستقر"، لافتا إلى أن لدى نجله مراجعة لدى مخابرات السلطة اليوم الأحد لاستلام هاتفه المحتجز: "بدي أروح معه بصراحة خايف عليه".
في حين، لا يتوقف عصام ديرية عن زيارة سجن مخابرات بيت لحم منذ ستة أيام، لمحاولة مقابلة نجله محمد أو العودة به للمنزل، وفي كل مرة يطلب أفراد الجهاز منه القدوم في اليوم التالي.
مرت ستة أيام ولا يزال ديرية يحاول زيارة نجله، حتى أنه لم يعرف أنه جرى تمديد اعتقاله في ظل شح المعلومات عنه حول طبيعية التحقيق وماذا يجري معه داخل المعتقل؟
ويقول لصحيفة "فلسطين": "لا أعرف حتى إذا كانوا قد مددوا له أم لا؟، لأنهم يماطلون، فكل يوم أذهب لزيارته أعود خالي الوفاض".
أكثر ما يتخوف عليه هو اقتراب الامتحانات الجامعية النهائية التي ستضيع على نجله الذي يدرس بجامعة القدس المفتوحة، وهو لا يزال في السنة الأولى، وكان يكرس وقته في المراجعة والمذاكرة.
وصعدت أجهزة أمن السلطة اعتقالاتها بحق المواطنين على خلفية مواقفهم السياسية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ بلغ عدد المعتقلين نحو 200 مواطن أغلبهم أسرى سابقون، منهم 26 طالبًا جامعيًا.