نفذت المقاومة الفلسطينية مناورة (الركن الشديد3) في قطاع غزة بمشاركة وحدات النخبة من مختلف فصائل المقاومة، وكانت المناورة تحاكي تكتيكات "الدفاع والهجوم" على الأهداف الصهيونية، تأتي هذه المناورة في وقت حساس وخطير وظرف متفجر تمر به القضية الوطنية التي تتعرض لتحديات كبيرة بفعل العدوان الصهيوني المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني وتغوله على المقدسات وعلى الأسرى البواسل، وفي ظل صعود حكومة صهيونية متطرفة جدًّا تتوعد شعبنا ومقاومته بمرحلة غير مسبوقة من الاستهداف، وتتجهز لعدوان يستهدف كلَّ الساحات الفلسطينية للقضاء على المقاومة وفرض معادلات ردع جديدة.
فجاءت هذه المناورة لتؤكد أن المقاومة مستعدة لأي عدوان صهيوني محتمل ولديها القدرة الكاملة للمبادرة بتنفيذ عمليات هجومية، التي تستهدف بها أسر مزيد من الجنود الإسرائيليين وزيادة غلة المقاومة، وذلك لتحسين شروط التفاوض وممارسة أقصى درجة من "الضغط العسكري"، على العدو كي يرضخ لشروط المقاومة ويوافق صاغرًا على الإفراج عن الأسرى الأبطال في صفقة (وفاء الأحرار2)، التي تعد لها المقاومة على مدار الساعة، وتبذل جهودًا غير عادية لإتمامها، فهي تقول من خلال هذه المناورة للأسرى: نحن "الدرع والسند" لكم، وقضيتكم تتصدر كل الأولويات ولا يمكن للمقاومة أن تتراجع عن مسارها الإستراتيجي القاضي بتحرير جميع الأسرى رغم أنف العدو.
اقرأ أيضًا: ذكرى" الفرقان" والركن الشديد
وقد حرصت المقاومة على إظهار مدى "الانسجام والتوافق" بين مختلف الفصائل المنضوية ضمن "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة التي تشارك في هذه المناورة، الأمر الذي يعكس مدى التعاون والتنسيق العسكري والميداني، ويكشف عن التطور الحاصل على صعيد التخطيط والتدريب، ويؤكد أن هذه القوى تسير وفق (مسار وطني إستراتيجي) وصولًا لتأسيس الجيش الوطني لتحرير فلسطين، الذي سيكون بمقدوره حشد الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة لخوض المعركة الكبرى والفاصلة مع العدو الصهيوني لكنسه عن أرضنا واستعادة حقوقنا السليبة.
إن المقاومة اليوم وهي تنهي هذه المناورة الكبرى الثالثة تقول للعدو وحكومته الجديدة:
أولًا: إن المساس بالقدس والأقصى بمنزلة صاعق التفجير الذي سيشعل المنطقة برمتها ولن نتردد في التحرك عسكريًّا من قطاع غزة لمهاجمة كلّ الأهداف الإستراتيجية مهما كلفنا ذلك من ثمن، وعليك ألا تختبر صبر المقاومة وألا تكرر أخطاء الماضي.
اقرأ أيضًا: أهم رسائل الركن الشديد
ثانيًا: إن المقاومة لن تنتظر طويلًا ولن تسمح لك بحرق مزيد من الوقت لمصلحتك وما عليك سوى التقاط الفرصة الأخيرة والاستجابة لمطالب المقاومة حول شروط الصفقة، وإلا فإنها ستتصرف بطريقتها لفرض معادلة جديدة تجعلك تجثو على ركبتيك أمام شروط جديدة وأكثر صعوبة وتعقيدًا من السابق.
ثالثًا: إن المناورات التي تُجريها على مدار الساعة، والتي تحاكي حربًا وشيكة على غزة لن تُرهب المقاومة، ولن تنال من عزيمتها، ولن تدفعها للتراجع أو الاستسلام، إنما تجعلها أكثر تحفزًا واستعدادًا للمواجهة القادمة، وإن حرصها على تنفيذ المناورة على الحدود الزائلة هي أعلى درجات التحدي لجنودك الذين لا يملكون الجرأة لمهاجمة مقاتلي المقاومة، الذين يتحركون تحت مرأى الطائرات وأمام جنودك الجبناء ممن فقدوا أي دافعية للقتال بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بهم في غزة، ويمكن أن تلحق بهم قريبًا بصورة أشد قسوة على أيدي أبطال المقاومة.