ما زال مصلّى مبنى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى الملاصق لمنطقة السور الشرقي قبلة الوافدين إلى المسجد الأقصى، على الرغم من مضايقات الاحتلال اليومية التي تستهدف الزوار والمصلين.
وافتُتح مصلّى باب الرحمة بتاريخ 17/2/2019 بعد أن حطّم المرابطون الأقفال التي وضعها الاحتلال منذ إغلاقه عام 2003.
رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات قال: إن مصلّى مبنى باب الرحمة من الأبنية التاريخية داخل المسجد الأقصى، وكان يستخدم لتدريس، وإعطاء الدورات الدينية، وخطط الاحتلال لإغلاقه عام 2003 بقرار من محكمة الاحتلال، تمهيدًا لتحويله إلى كنيس يهودي في المنطقة الشرقية.
اقرأ أيضاً: مستوطنون يقتحمون "الأقصى" ويؤدون طقوسا استفزازية عند "باب الرحمة"
وأوضح أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة ما تزال تخطط للاستيلاء عليه بمساعدة شرطة الاحتلال، على الرغم من افتتاحه والصلاة فيه، إذ إن مسار الاقتحامات اليومية للحرم المقدسي يبدأ من باب المغاربة، ومن أمام المتحف الإسلامي، والمسجد القبلي، ومن فوق المصلى المرواني، وينتهي عند مصلى باب الرحمة، إذ تُقام الصلوات، والطقوس التلمودية قرب مبنى مصلى باب الرحمة.
وأضاف أن وجود المصلين والوافدين إلى المسجد الأقصى يحمي المكان على الرغم من ملاحقة ضباط الشرطة وأفرادها لمن يرابط في المكان، ويصلي فيه، ويُصور كل من يدخل ويخرج من وإلى داخل مصلى مبنى باب الرحمة من المخابرات وشرطة الاحتلال بهدف العقاب، ومنع دخول المسجد الأقصى بعد توثيق دخولهم إلى المكان.
وتطالب الجماعات الاستيطانية التي تطلق على نفسها مسمى جماعة الهيكل المزعوم بتحويل مصلى مبنى باب الرحمة إلى كنيس يهودي.
الخبير المقدسي في مجال العمران وتاريخ القدس د. جمال عمرو يقول لصحيفة "فلسطين": "مساحة المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى من محراب داود حتى باب الأسباط تقدّر بـ55 دونمًا، من ضمنها مصلى باب الرحمة، وطبيعة المكان تجعل الجماعات المتطرفة تتجه إلى السيطرة عليه لكونه منطقة بعيدة عن المسجد القبلي، وقبة الصخرة".
وأضاف "كما أنها منطقة منخفضة وملاصقة إلى السور، ويمكن الدخول إليها من منطقة باب الرحمة دون المرور بمسار طويل من باب المغاربة إلى مكان مصلى باب الرحمة، ولكن إرادة المقدسّيين فاقت كل التوقّعات، وكُسرت أقفال المسجد، وأُقيمت الصلاة فيه، وفرشه بالسجاد بطرق سرية، إذ نقلت قطع السجاد في أوقات مختلفة على الرغم من مراقبة شرطة الاحتلال".
اقرأ أيضاً: المرابطة حلواني: الحفاظ على مصلى باب الرحمة ورعايته واجب على الجميع
وعدّ فتح المسجد على الرغم من أنف الاحتلال إنجازًا تاريخيًا يُسجل في تاريخ القدس.
ويقول الحارس حسام زغير: "موظفو الأوقاف، والحراس تعرّضوا لبطش شرطة الاحتلال فكان كل حارس أو موظف يداوم في مصلى باب الرحمة يُعتقل ويُبعد عن المكان، وتناوبت عائلات مقدسية على الرباط فيه في بداية الأمر، حتى تجسيد عملية افتتاح مصلّى باب الرحمة".
وأدّى ذلك إلى تثبيت عملية افتتاح المكان، وأصبح الكثير من الوافدين يتوجّهون إلى المسجد الأقصى عبر مصلى باب الرحمة"- بحسب زغير.
وفي ذات السياق أقامت شرطة الاحتلال نقطة أمنية ثابتة فوق مبنى مصلّى باب الرحمة؛ لمراقبة من يدخل ويخرج إلى المكان بهدف التخويف والترويع إلا أن المصلين والوافدين لا يلقون بالًا إلى هذه الإجراءات الأمنية.