فلسطين أون لاين

تقرير جثامين الشهداء.. قضية وطنية تتقدم سُلَّم أولويات "عرين الأسود"

...
نابلس-غزة/ أدهم الشريف:

تعكس مطالبة مجموعات "عرين الأسود" بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة في بيان مقتضب بعد استهداف مركبة مستوطنين، حالة الوعي والإلمام التي يعمل وفقها فدائيوها، حسبما يرى محللون وباحثون سياسيون.

وبيَّن هؤلاء أنّ العملية الفدائية التي تخللها إطلاق نار قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أول من أمس، تزامنًا مع أجواء المنخفض الجوي العميق الذي تتأثر فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحمل رسائل عديدة إلى الاحتلال ومستوطنيه.

واستطاع فدائيو "عرين الأسود" تنفيذ سلسلة عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية رغم جرائم الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال وطالت عددًا من كوادر العرين وقادته العسكريين.

ورأى الباحث السياسي مجدي حمايل أنّ العمل الفدائي لـ"عرين الأسود" لا يقتصر على مدينة نابلس والبلدة القديمة منها، بمعزل عن الضفة الغربية والقضايا الوطنية فيها.

اقرأ أيضًا: تقرير جثامين الشهداء المحتجزة.. حداد دائم بانتظار الإفراج عنها

وفي حديث لصحيفة "فلسطين"، عدَّ حمايل أنّ مطالبة "عرين الأسود" في بيانها بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة تدلل على مدى اهتمامها وشموليتها للقضايا الوطنية، وقد أثبتت مدى الأهمية التي تحظى بها جثامين الشهداء لدى هؤلاء الفدائيين.

وحمل تصريح "عرين الأسود" هذا، كما يرى حمايل، رسالة لكيان الاحتلال: أنّ مقاتلي العرين لن ينسوا جثامين الشهداء المحتجزة، وأنّ الإفراج عنها يتحقق بالمقاومة وليس فقط بالاعتصامات والاحتجاجات التي يشارك فيها أهالي الشهداء وفعاليات شعبية.

أما الرسالة التي وصلت إلى جيش الاحتلال بحد ذاته، فهي أنّ "عرين الأسود" موجود ويتمدد أكثر، ويهتم بكل القضايا الوطنية، بدلالة الالتفاف الشعبي والوطني الكبير حوله.

وأكد حمايل أنّ "عرين الأسود" يُمثل مصدر قلق دائم للاحتلال والمستوطنين، وصفعة قوية لهم، وللتخلص من هذه المجموعات حاول الاحتلال استخدام القوة العسكرية والمفاوضات بواسطة السلطة وأمريكا ودول عربية أخرى، لكنها أثبتت وجودها واستطاعت التوسع أكثر، وباتت تُمثّل حالة وطنية فريدة من نوعها في الضفة الغربية.

ونبَّه إلى أنّ "عرين الأسود" في نظر قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين يُمثّل خطرًا كبيرًا على المستوطنين، وخصوصًا في المستوطنات القريبة من نابلس، مردفًا أنه أصبح أقوى وأكثر وعيًا وتنظيمًا ووحدة، ومجموعاته تشمل الكلَّ الفلسطيني وقضاياه الوطنية.

وتحظى قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم باهتمام كبير من القوى والفصائل والفعاليات الوطنية والإسلامية، ويزيد عددهم على 350 شهيدًا محتجزين في "مقابر الأرقام" وثلاجات الموتى، منهم قرابة 10 أسرى يرفض الاحتلال تسليم جثامينهم إلى ذويهم.

فرصة للمساومة

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق أنّ الاحتلال يتخذ من قضية الجثامين المحتجزة لديه فرصة لمساومة المقاومة لتسليم جنوده الأسرى لديها.

وأوضح صادق لـ"فلسطين" أنّ الاحتلال يحاول فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، وهنا لا بد من الوقوف أمام هذه المحاولات محليًّا ودوليًّا، لافتًا إلى أنّ مجموعات "عرين الأسود" تحاول استخدام الأوراق التي بيدها للضغط على الاحتلال ودفعه إلى الاستجابة لمطالب أهالي الشهداء والإفراج عن الجثامين المحتجزة.

وأشار إلى عدة وسائل يملكها الشعب الفلسطيني للإفراج عن الأسرى والجثامين المحتجزة، أبرزها جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة، مشددًا على ضرورة فضح انتهاكات وجرائم الاحتلال وتوثيقها بواسطة المؤسسات الحقوقية والإنسانية محليًّا ودوليًّا.

اقرأ أيضًا: مسيرات في نابلس وجنين دعمًا للمقاومة ومُطالِبة بجثامين الشهداء المحتجزة

وبيَّن أنّ مجموعات "عرين الأسود" تنطلق في عملها الفدائي وفق المنطق الذي يفهمه الاحتلال، وتعمل بمبدأ انتزاع الحق منه، في ظلّ التنكر الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني والتفافه عليها.

واعتبر أنّ "عرين الأسود" آلم الاحتلال والمستوطنين، ودبَّ الرعب في قلوبهم، واستطاع فرض قوته على الأرض إلى أن أصبح يقف على أرضية صلبة لا يمكن للاحتلال تجاوزها.