يقول المثل العربي: النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. هذا ما سيحدث مع الصهاينة الذين استبد بهم الحقد، وعبأ قلوبهم، حتى أمسوا يحقدون على الناس جميعهم، ويتآمرون على القريب والغريب، وهم يكيلون لبعضهم بمكيال الشر والضغينة، وهذا ما كشفت عنه مواقف وتصريحات عتاة أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وعلى رأسهم المتطرفة أوريت ستروك، التي صارت وزيرة للمهمات القومية في حكومة نتنياهو، ممثلة عن حزب الصهيونية الدينية.
عضوة الكنيست المتطرفة أوريت ستروك تكشف عن حقدها وكراهيتها للإنسانية بشكل عام حين تقول: إن من حق الطبيب أن يختار المريض الذي يعالجه، أي من حق الطبيب اليهودي عدم تقديم العلاج للمريض العربي، الذي لا يؤمن بالعقيدة اليهودية، فما دام المريض يتعارض بعقيدته مع عقيدة الطبيب اليهودي فمن حق الطبيب اليهودي أن يستنكف عن علاجه، وقد حاولت اليهودية المتطرفة تبرير حقدها بإضافة جملة "ما دام يوجد عدد كافٍ من الأطباء الآخرين الذين يمكنهم تقديم الخدمة".
هذه الوزيرة المتطرفة التي تقطن في البؤرة الاستيطانية في مدينة الخليل المحتلة ستكون لها الكلمة العليا في التثقيف والتربية، فهي المسؤولة عن وزارة المهمات القومية، وهي وزارة تقام لأول مرة في الحكومة المقبلة. وستكون مسؤولة عن دائرة الاستيطان، وعن الخدمة الوطنية، وعن الكليات التحضيرية العسكرية، وعن دائرة الثقافة اليهودية في وزارة التربية والتعليم، وعن النّواة التوراتيّة، وهي مجموعة من المستوطنين أو عائلات المستوطنين المنضوية تحت راية تيار الصّهيونيّة الدينيّة، التي قرّرت تنظيم نفسها للاستيطان داخل فلسطين المحتلة. الهدف: فرض طابعٍ يهوديٍّ قوميٍّ على المنطقة وتعزيز الاستيطان.
اقرأ أيضًا: الإسرائيليون ينتقلون إلى حالة "تفتيت المفتَّت وتقسيم المقسم"
أوريت ستروك لا تتعارض هنا مع قسم أبقراط الطبي، الذي يلزم الطبيب أن يعالج أي مريض دون التفات لديانته ومعتقده. عضو الكنيست أوريت ستروك تفضح مستقبل الحكومة الإسرائيلية التي تتكامل بكراهيتها للعرب مع بن غفير الذي يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين والتضييق عليهم في الزنازين.
تصريحات اليهودية المتطرفة أوريت ستروك لم تعجب الرئيس التنفيذي للمركز الطبي البروفيسور هيزي ليفي، الذي رد على تصريح عضو الكنيست أوريت ستروك قائلاً: "الحمد لله أنني طبيب أعالج كل إنسان بالحنان والمحبة والاحترام مهما كان الأمر".
إنه الانقسام الذي بات واضحاً داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وقد تنامت الأحقاد والكراهية بين فكر يدعي الديمقراطية، وآخر يمثل الصهيونية الدينية.