فلسطين أون لاين

تقرير 2022.. عامٌ زاخر بالنشاط الثقافي في فلسطين

...
2022.. عامٌ زاخر بالنشاط الثقافي في فلسطين
غزة/ هدى الدلو:

لم تكن إيمان زهدي أبو نعمة الأولى في تحقيق إنجاز ثقافي وأدبي فلسطيني، بل يوجد العشرات ممن سجلوا إنجازات في هذا المجال في عام 2022.

إيمان كاتبة قصص وروايات، فازت بالمركز الأول في مسابقة القدس الدولية للإبداع الأدبي والفني، عن رواية "نبض القيود"، وسبقتها رواية "عبث الذكريات" التي فازت بالمركز الأول بجائزة القدس العالمية للمواهب والابتكار.

إضافة إلى فوزها بأكثر من عشرين مسابقة عربية وأدبية في عام ونصف العام، وكرمت في العديد من الدول العربية والإسلامية.

تقول لصحيفة "فلسطين": "من منظوري، فلسطينيًا نسير نحو تطور بالإنتاج الأدبي والفني، فقد أدركت المؤسسات أهمية الأدب في توعية الشباب بالعديد من القيم والقضايا المعاصرة، حتى أصبح الأدباء يحظَون باهتمام المؤسسات وتشجيعهم على توجيه أقلامهم المبدعة نحو القضايا الخاصة بالقضية الفلسطينية، وذلك عن طريق تنفيذ العديد من المسابقات الأدبية، والمشاريع التدريبية التي تنمي الأدب المعاصر وتطوره".

وتشير إيمان إلى أن العديد من الروايات لا تُنشر لاستحقاقها، "وإنما بسبب سهولة النشر مع وجود دور نشر تُشجع على ذلك؛ من أجل الحصول على المال، غير عابئة بما تقدمه إلى القارئ من فائدة، فثمة العديد من الروايات المنشورة التي تدعو إلى الانحراف، ولا تزرع القيم، ولا تضيف شيئًا إلى عالم الأدب".

وإيمان معلمة لغة عربية لها العديد من المؤلفات منها طباشير ملونة، وشاركت بكتابة خمس مجموعات قصصية مع عدد من الأدباء العرب، وهي: لعنة الماضي، ومراسيل الهوى، وعابرون، وحكايا القدر، وسفراء الدهشة.

زاخر ونشط

وتتفق حكمت المصري، رئيسة مجلس إدارة مركز ينابيع الأدب الثقافي مع إيمان، في أن الإنتاج الثقافي والأدبي والفكري الفلسطيني يشهد منذ سنوات نموًا بالكتب، التي تتحدث عن واقع هذا الشعب وآلامه ومشكلاته.

وتضيف: "هناك كُتَّاب يبذلون جهدًا كبيرًا؛ لإيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم، عن طريق ما يدوَّن ويكتب عن الواقع المُعاش تحت الاحتلال، منذ أكثر من سبعة عقود".

وتصف واقع الإنتاج الأدبي والفكري في فلسطين بـ"المميز"، ولا يدل على ذلك سوى عدد الإصدارات الأدبية والثقافية، التي يبرز فيها العنصر الشبابي.

وتلفت حكمت إلى نقص التمويل، على أنه أحد أكثر المعيقات للمراكز الثقافية في غزة، "فمعظم هذه المراكز تنشأ وتموَّل ذاتيًا بجهد خاص من المثقفين والكتاب والشعراء، وتعتمد على تبرعات الأعضاء اليسيرة؛ من أجل تنفيذ الأدوار المنوطة بهذه المراكز".

وتؤكد ضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي، ودعم هذه المراكز، "فالثقافة نوع من المقاومة، كما كان يردد الشهيد الراحل ياسر عرفات، هذه الثورة ليست بندقية ثائر فحسب، وإنما هي ريشة فنان ومعول مزارع ومشرط طبيب وقلم كاتب".

وتفيد الهيئة العامة للشباب والثقافة بأن عام 2022 شهد إطلاق العديد من المشاريع الثقافية، منها: الجائزة السنوية لأفضل مركز ثقافي، بهدف تشجيع التنافس الإيجابي بين المراكز والمؤسسات الثقافية، لإطلاق قدراتها الإبداعية التي تعبر عن الهوية الثقافية الفلسطينية.

وأطلقت الهيئة مشروع المبادرات الثقافية، والذي يهدف إلى "تقديم الدعم إلى المراكز والمؤسسات الثقافية؛ لتشجيعها وتطوير عملها وتعزيز دورها، مع تقديم مبادرات ثقافية إبداعية نوعية"، إضافة إلى جائزة "القدس التشجيعية" التي تمنح المبدعين الفلسطينيين في المجالات الثقافية المتنوعة، أصحاب الإسهامات الواضحة والبصمات المؤثرة في الثقافة الفلسطينية، بهدف استنهاض همم المثقفين والمبدعين، وتوجيهها بالطريقة التي تخدم القضايا الوطنية.

كما شهد عام 2022 إطلاق جائزة غسان كنفاني للرواية العربية، بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيل الأديب غسان كنفاني، وعدّ الـ15 من ديسمبر/ كانون الأول اليوم الوطني للتطريز الفلسطيني.