"حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لا تخيفنا بتهديداتها، سنبقى على الأرض صامدين وموحدين، فهذه الأرض لنا وسنبقى حماتها". كان هذا قول محمد اشتية رئيس وزراء السلطة في احتفالات عيد الميلاد حين قدَّم التهنئة لهم.
جيد ألّا نخاف من تهديدات حكومة المتطرفين، وجيد أن نكون صامدين على أرضنا، وجيد أن نكون معًا لنحمي أرضنا، كما يقول اشتية، ولكن كيف يمكن ذلك؟ هل الصمود وحماية الأرض يكون بالقول؟ ولو كان ذلك ممكنًا بالقول لما كان ثَّمة احتلال ولا استيطان، فالقول لا جمرك عليه، ما لكم تقولون ما لا تفعلون؟ لا قيمة لقول ما لم يصدقه فعل أبلغ منه؟
سؤال المستمعين إلى حديث رئيس الوزراء قولهم: ما خطة حكومتكم لتبديد خوف شعبنا من حكومة نتنياهو ذات الأنياب الحادة؟ وما خطتكم لتحقيق الصمود الشعبي على أرض الضفة المهددة بالضم والاستيطان؟
نحن لا نجد ثمة خطة وطنية نواجه بها تهديدات حكومة غلاة المتطرفين؟ وإذا كان هذا لا يقلق بعضنا في السنوات الماضية، فإنه يجدر أن يقلقنا ويثير أعصابنا، ويجعلنا في خوف دائم وكبير على المستقبل، لأننا في الدقائق الأخيرة من لعبة النهائي، التي ستمنح الإسرائيلي الأرض والأقصى، وتُلقي بالفلسطيني خارج الملعب إلى الوطن البديل.
الشعب خائف من هذه الحكومة، ومن حقه أن يخاف، لأنه لا يجد سلطة لديها خطة مواجهة، ولا تترك للآخرين أن ينفذوا خططهم المُقاومة للحكومة، فسلطتنا خطتها الصراخ لأمريكا والمجتمع الدولي أن أدركونا قبل أن يقضي علينا نتنياهو وحكومته المتطرفة. أمريكا والمجتمع الدولي يا سيد، يسمعون ولكنهم لا يلبون الصراخ، ويستجيبون للأفعال القادرة على فرض الاستجابة عليه، ومن ثم لجم حكومة المتطرفين. أمريكا والمجتمع الدولي يستمعون للقوي، ويمرُّون عن جثة الضعيف حتى وإن كان ذا صراخ مرتفع، وحتى لو كانت استغاثته تملؤ ما بين الخافقين. أين عملكم وأنتم المسئولون؟ وما خطتكم يا رئيس الوزراء؟ وما الجديد الذي ستحدثونه في مواجهة ابن غفير وسموتريتش؟