قائمة الموقع

ذوو الإعاقة في 2022.. حضورٌ مجتمعيٌّ وتطلعٌ لخدمات أفضل

2022-12-26T09:56:00+02:00
ذوو الإعاقة في 2022.. حضورٌ مجتمعيٌّ وتطلعٌ لخدمات أفضل

لا تزال لحظات تتويج منتخب فلسطين لكرة السلة للكراسي المتحركة بذهبية البطولة الدولية التي أقيمت في الهند هذا العام، حاضرة في ذهن مدرب المنتخب إبراهيم أبو رحال.

يصف أبو رحال لحظات تكريم الفريق على وقع النشيد الوطني الفلسطيني بأنها "مبهجة، وتبعث على الفخر في الوقت ذاته، وإنجاز عظيم على الرغم من التحديات التي تواجه المنتخب".

واستطاع منتخب فلسطين لكرة السلة للكراسي المتحركة أن يسجل إنجازًا تاريخيًا في عام 2022، في بطولة دولية ضمت 10 منتخبات من دول مختلفة لفرق مصنفة عالميًا.

وألقى الفوز الفلسطيني الضوء على واقع ذوي الإعاقة، إذ اشتكى الفريق لدى عودته من غياب الرعاية الرسمية للفريق الذي واجه الكثير من التحديات بدءًا من تجهيز المنتخب حتى سفرهم للمشاركة في البطولة.

يقول أبو رحال: "هذه التحديات تتمثل في قلة الإمكانات اللوجستية والمادية، وعدم وجود احتكاك دولي، ما أثر تأثيرًا كبيرًا في تجهيز واستعداد المنتخب استعدادًا لائقًا، حتى على صعيد الكراسي التي خاض بها أعضاء الفريق المباراة لا تصلح للعب مقارنة بالمستخدمة في الفرق الأخرى".

ويشير أبو رحال إلى أن صعوبة السفر والتنقل وقضاء ثلاثة أيام في طريق الذهاب والعودة، "أرهقت الفريق الذي امتلك روحًا عالية وإرادة وإصرارًا على الفوز"، مضيفًا أنه يطمح بصفته مدربًا للمنتخب أن يكونوا من المصنفين في آسيا والعالم ويلعبوا في بطولة كأس العالم.

معطيات إحصائية

وتفيد معطيات الجهاز المركزي للإحصاء، بأن نسبة الأفراد من ذوي الإعاقة في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت 2% من مجمل المواطنين بواقع 255.224 شخصًا، منهم 1.1% لديهم إعاقة حركية، وهي تعد الأكثر انتشارًا بين الإعاقات.

من جهته، يقول ظريف الغرة رئيس شبكة الأجسام الممثلة للإعاقة: إن الأراضي الفلسطينية وخاصة غزة تشهد تزايدًا على أعداد ذوي الإعاقة بسبب العدوانات، والقصف الإسرائيلي، الذي يطال المنازل والمنشآت المدنية في القطاع.

ويرى الغرة في حديثه، أن واقع الأشخاص من ذوي الإعاقة في عام 2022 يسير نحو الأفضل.

ويعزو ذلك لعدة أمورٍ منها: الصحوة لدى ذوي الإعاقة أنفسهم، فقد بات لديهم حضور مجتمعي ومؤسسات ممثلة لهم تعمل على مناصرتهم، والتوعية والتثقيف المجتمعي لحقوقهم والمطالبة بها، "وبالتالي أدى ذلك إلى مطالبة ذوي الإعاقة بحقوقهم وحصولهم على الكثير منها".

ويضيف: "حتى الممولون أصبحوا يشترطون في أي مشروع ينفذ، إشراك أشخاص من ذوي الإعاقة، والمؤسسات الخاصة بهم، ما أدى إلى تحسين واقعهم". 

إنجازات مؤسساتية

ويلفت الغرة إلى أن عام 2022 شهد تطورات إيجابية لصالح تلك الفئة، على صعيد تعاطي لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة مع ملف ذوي الإعاقة، "شهد نقلة نوعية في المناصرة والتوعية الحكومية بحقوقهم، فلأول مرة منذ عام 1999 تقرر لائحة توضح إجراءات توظيف أشخاص من ذوي الإعاقة وتمكنهم من حقهم في العمل وفق القانون، وبات هناك عدد لا بأس به من الموظفين الحكوميين من ذوي الإعاقة".

ويؤكد الغرة أن الوظيفة الحكومية أصبحت لتلك الفئة بابًا مفتوحًا للمنافسة بعد أن كان مغلقًا لسنوات، "كما عملت لجنة متابعة العمل الحكومي على تشكيل اللجنة الوطنية العليا لأشخاص ذوي الإعاقة؛ لتتابع قضاياهم بشكل مركز والأخذ بتوصياتها، وهي تمثل حلقة وصل بين اللجنة الحكومية والمؤسسات".

وعلى الصعيد المؤسساتي سجل ذوو الإعاقة إنجازين، تمثل الأول: بمشاركة نادي السلام الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن ببطولة غرب آسيا لكرة السلة على الكراسي المتحركة، حصل على المركز الخامس في أول مشاركة له بهذا المستوى، والإنجاز الآخر وهو الأكبر مشاركة منتخب فلسطين لكرة السلة في بطولة الهند الدولية وحصولهم على المركز الأول.

ومن الإنجازات التي تصب في مصلحة ذوي الإعاقة، البرامج الحكومية المحوسبة التي تشمل غالبية الفئات، وتنظم بياناتهم والخدمات التي يحتاجون إليها، ما ساعد المؤسسات على تقديم الكثير من الخدمات. 

نقص الخدمات

ومن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الإعاقة، يشير الغرة إلى الانقسام السياسي بين الضفة وغزة، الذي في إثره أوقفت وزارة الداخلية في رام الله عددًا لا بأس به من الحسابات البنكية للمؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة، ما يحول دون قدرتها على الاستمرار بتقديم الخدمات، إلى جانب التمويل المسيس المشروط الأمر الذي يضعف ويقلص الخدمات المقدمة لهم.

فعلى الجانب الصحي لا تتعدى نسبة الخدمات المقدمة حاجز 30% من احتياجات ذوي الإعاقة، في حين 70% من احتياجاتهم تغطى على نفقتهم الخاصة على الرغم من عدم استطاعة غالبيتهم تغطيتها، فنسبة 85% من ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر والبطالة، وعليه فإن وضعهم الاجتماعي والمالي يعد صعبًا، ما ينعكس على حياتهم الأسرية. 

وختم الغرة حديثه: "نحن جزء من العالم، وفلسطين منضمة للاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، وهناك حراك في هذا الإطار للتواصل مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان لإطْلاعه على أوضاع الإعاقة، من أجل تطوير البيئة الداخلية لفلسطين، وحركة الإعاقة في سبيل حماية حقوقهم".

اخبار ذات صلة