فلسطين أون لاين

خبير زراعي: مياه المنخفض تروي المحاصيل وتُغذّي الخزان الجوفي

الزراعة: فتحُ الاحتلال المفاجئ للسدود متعمد لإغراق أراضي غزة الزراعية

...
غزة/ رامي رمانة:

طالبت وزارة الزراعة المجتمعَ الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف تعمُّدها إغراق الأراضي الزراعية في قطاع غزة بمياه سدود تجميع مياه الأمطار، في حين أكد خبير زراعي أهمية مياه المنخفض الجوي في ريّ المحاصيل الحقلية والحمضيات وتغذية الخزان الجوفي.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني، لصحيفة "فلسطين"، أنّ المناطق الشرقية في قطاع غزة أكثر ارتفاعًا من المناطق الغربية، وعند فتح سلطات الاحتلال سدود تجمُّع مياه الأمطار فجأة فإنّ ذلك يتسبب في تجريف التربة الزراعية، وغرق المحاصيل، وأنه لا بدّ من موقف دولي تجاه ذلك.

وأضاف البسيوني أنّ طواقم وزارة الزراعة تتواصل مع المزارعين والمربين لتوجيههم وتقديم المساعدات في المنخفضات الجوية.

وبيَّن البسيوني أنّ الأراضي والحيازات الزراعية في معظم المديريات لم تصبها أضرار تُذكر، باستثناء بعض الحيازات المنخفضة التي شهدت تجمُّعًا لمياه الأمطار.

وطمأن المزراعين بأنّ كميات الأمطار التي تصاحب المنخفض تُبشّر بموسم زراعي يحمل الخير، وأنّ سقوطها يساهم في غسل التربة من الأملاح والأوبئة.  

وجدّد دعوة وزارته للمزارعين والمربين على حدٍّ سواء، لضرورة اتّباع الإرشادات المتعلقة بتحصين وحماية حيازاتهم في أثناء المنخفضات الجوية.

اقرأ أيضًا: نقابات العمال: الاحتلال تعمّد إغلاق مئات الدونمات الزراعية بفتح السدود

بدوره طالب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، المؤسسات الحقوقية، بالتدخل العاجل لوقف تعمُّد الاحتلال إغراق الأراضي الزراعية في قطاع غزة بمياه سدود تجميع مياه الأمطار.

وقال رئيس الاتحاد العام سامي العمصي: "إنّ الاحتلال تعمّد إغراق عشرات المنازل ومئات الدونمات الزراعية شرق مدينة غزة ووسط قطاع غزة، بعد فتحه "عبّارات" مياه الأمطار صوب الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة.

وعدَّ العمصي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، فتح الاحتلال سدود تجميع مياه الأمطار جريمة، أدّت لغرق منازل المواطنين وتضرُّر الأراضي الزراعية، ومنازل في أحياء بمدينة غزة ومدينة دير البلح ومنطقة الزوايدة والبريج والنصيرات وسط القطاع، ومناطق شرق خان يونس، وشوارع رئيسة.

من جهته قال الخبير الزراعي، نزار الوحيدي، إنّ مياه المنخفض الجوي ساهمت في ريّ المحاصيل الحقلية وأشجار الحمضيات، وأيضًا في وقف تكاثر أجيال جديدة من ذبابة الفاكهة، التي تُعدُّ الخطر الأكبر المهددة للمحاصيل الزراعية.

وبيَّن الوحيدي لصحيفة "فلسطين "أنّ انخفاض درجة الحرارة مفيد لبعض المحاصيل الزراعية مثل الزيتون والعنب واللوزيات، وأنّ ذلك مُبشّر بإنتاج جيد من تلك الأصناف.  

وأكد الوحيدي أهمية إنشاء أحواض لتجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في ريّ المزروعات، مشيرًا إلى أنّ الجريان السطحي لمياه الأمطار تسبَّب في ذهاب المياه إلى مياه البحر دون استفادة فعلية.

وأهاب الوحيدي بمزارعي الدواجن لتفقُّد حظائر التربية؛ لأنّ دخول المياه إلى أرضية المزرعة والتيارات الهوائية الباردة كفيل بحدوث نفوق كبير للدواجن.

ودعت وزارة الزراعة في إرشادات لها أصحاب مزراع تربية الدواجن للتأكد من سلامة أسطح المزارع ونظافتها؛ لمنع تسرب مياه الأمطار للداخل، وتنظيف قنوات تصريف المياه الداخلية والخارجية، لإبعاد المياه عن محيط المزرعة، وإنزال الستائر الجانبية في الساعات القادمة مع انخفاض الحرارة للتدفئة وعدم حدوث ضررٍ للدجاج، والتأكد من سلامة شبكة التدفئة.

وحسب تقديرات حديثة لوزارة الزراعة، يوجد (180) ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، و(1640) مزرعة دجاج لاحم، و(450) مزرعة دجاج بياض، و(120) مزرعة حبش، ونحو (300) مزرعة صغيرة من الأبقار الحلوب، و(90) مزرعة عجول تسمين، (480) مزرعة لتربية الأغنام، ويُساهم القطاع الزراعي بنسبة (5.7%- 6%) في الناتج القومي الإجمالي.