قطع جميل البرغوثي عشرات الكيلومترات انطلاقًا من قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، ليصل إلى بلدة العوجا، شمال مدينة أريحا، للتعبير عن رفضه المشاريع الاستيطانية في منطقة الأغوار الشمالية.

ولم يكن البرغوثي وحدَه في رحلته، إذ رافقته زوجته وأبناؤه وبناته الستة، للمشاركة في "الحملة الوطنية لحماية مواردنا" التي انطلقت أمس، حفاظًا على الثروات الطبيعية، عبر سلسلة فعاليات تطوعية تهدف إلى خلق وعي بيئي لدى المواطنين، وتشمل تنظيفَ نبع عين العوجا ومسار قنواتها المائية وتجميلَها.

وتوافد أكثر من ألف مواطن إلى العوجا للمشاركة في هذه الفعاليات المناوئة لأطماع المستوطنين التي تهدد أهل المنطقة بالتهجير، وتنظمها جمعيات استيطانية بحماية قوات الاحتلال.

اقرأ أيضاً: مئات المستوطنين يقتحمون نبعاً شمال أريحا

وكان البرغوثي وعائلته من أوائل الأسر التي جاءت إلى العوجا من بين المشاركين.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال ومستوطنيه يستهدفون دائمًا كل شيء في الأغوار استهدافًا غير مسبوق، لفرض السيطرة على المزيد من الأراضي المحتلة.

وأضاف البرغوثي الذي ينشط ضد الاستيطان: إن رعاة المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال، يوجدون باستمرار في محيط البلدات والقرى الفلسطينية بالأغوار، ويمنعون المواطنين من الوصول إلى الينابيع.

وذكر أن المستوطنين يستهدفون نبع عين العوجا خصوصًا، ويكثفون محاولات السيطرة عليه.

وأفاد بأن النشطاء ضد الاستيطان والمتضامنين مع أهل بلدة العوجا، قرروا البدء في سلسلة فعاليات تهدف إلى الحفاظ على المقدرات والثروات الطبيعية في الضفة الغربية المحتلة المستهدفة بمشاريع توسعية استيطانية غير مسبوقة تتجسد في الاستيطان الرعوي في أراضٍ لمواطنين فلسطينيين.

خطط وتحذيرات

وحذَّر من المخاطر والتداعيات المترتبة على خطط ومشاريع المستوطنين التي ينفذونها بحماية كاملة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وشدَّد على ضرورة تنظيم الفعاليات المناوئة للاستيطان ومشاركة النشطاء، والحضور في المناطق المستهدفة وزراعتها، والحيلولة دون مصادرتها من أصحابها الفلسطينيين.

وأفاد بأنه شارك وزوجته وأبناؤه وبناته في فعاليات الحملة ببلدة العوجا، وأبدى استعداده الكامل للمشاركة في أي نشاطات مناوئة للاستيطان.

وبين أن الحضور المكثف للمواطنين والنشطاء في العوجا، حال دون قيام المستوطنين بأي انتهاكات بحق أصحاب الأراضي هناك، على الرغم من الحضور المكثف لشرطة وقوات الاحتلال، في مشهد يعيد للأذهان فعاليات المقاومة الشعبية التي تحظى بمشاركة فلسطينية فاعلة ضد خطط الاحتلال ومشاريعه.

وتنطلق هذه الفعاليات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وتشمل سلسلة أنشطة ميدانية وثقافية وجماهيرية وشعبية.

وتسير مياه نبع عين العوجا في قنوات، وتمر بعدة تجمعات سكانية في بلدة العوجا، وتقدر مساحتها بـ40 ألف دونم، ويزيد عدد سكانها على 4 آلاف نسمة.

من جهته، قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في وسط الضفة الغربية محمد مطر: إن العامين الأخيرين شهدا انتهاكات كبيرة للمستوطنين، وقد استفحلوا في السيطرة على مواردنا وثرواتنا الطبيعية، وخاصة ينابيع المياه.

وأضاف مطر لـ"فلسطين": إن لدى المستوطنين أطماعًا كبيرة للسيطرة على الينابيع وسرقة مياهها، ومصادرة الأراضي وإقامة مستوطنات وغيرها من المشاريع التي تخدم المستوطنين.

وأشار إلى أن جمعيات ومؤسسات إسرائيلية نظمت مؤخرًا فعاليات حضرها عدد كبير من المستوطنين، في الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال، وقد عدوها أراضي إسرائيلية، على حد زعمهم.

اقرأ أيضاً: تقرير تطرف المستوطنين.. نذير شؤمٍ تجسده حكومة نتنياهو

"ولذلك جاءت الحملة لحماية الموارد المائية الفلسطينية والثروات الطبيعية من السرقة والسيطرة الإسرائيلية"، بحسب مطر.

ونبَّه على أن الحملة الوطنية في مرحلتها الأولى انطلقت في بلدة العوجا واستهدفت نبعها المائي، لكن المراحل المقبلة تستهدف ينابيع وثروات طبيعية في قرى وبلدات أخرى بالضفة، يتطلع المستوطنون للسيطرة عليها وضمها للمستوطنات القائمة.

وبين أن النشاطات في نبع عين العوجا، شملت تنظيف المنطقة، وترميم القنوات المائية، ووضع لوحات تدفع المواطنين إلى الحفاظ عليها، وعدم القبول بإفراغها تحت أي ظرف كان.

ولفت إلى أن النشطاء والمواطنين جاؤوا إلى نبع عين العوجا من جميع بلدات وقرى ومدن ومحافظات الضفة الغربية للمشاركة في الفعاليات.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد وضعت مضختيْن للمياه عند الممرات المائية للنبع، تعمل على تحويل المياه إلى منتجعات وبؤر استيطانية.