بكلمات سياسية وواقعية وجه المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني رسالة إلى المجتمع الدولي يقول فيها: لا بديل عن أونروا حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإن التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثبت أنه لا يمكن لأي كان أن يحلم بزوال ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
فمن هي الدول التي تحلم بزوال ملايين اللاجئين الفلسطينيين؟
إنها خمس أطراف على مستوى العالم، هي: (إسرائيل) و"أمريكا، وكندا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا".
هذه الأطراف الخمسة صوتت ضد قرار لصالح عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أي أنهم ضد استمرار عمليات أونروا، في الوقت الذي صوتت 157 دولة لصالح القرار، الذي أعطى المفوض العام لأونروا القوة والشجاعة ليقول: لا يمكن لأي كان أن يحلم بزوال ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ أيضَا: هويدي: الولايات المتحدة والاحتلال يواصلان استهداف "الأونروا"
وقوف معظم دول العالم إلى جانب حق اللاجئين الفلسطينيين يمثل قناعة دولية بحق الفلسطينيين بالحرية والاستقلال، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، فلا حل لقضية اللاجئين إلا بالعودة، ودون ذلك لن تستطيع قوة على وجه الأرض تصفية قضية اللاجئين، وهذا ما أكدته الحقائق التي اكتشفها المفوض العام لأونروا، الذي زار المناطق الخمس التي يوجد بها اللاجئون، وشاهد المصاعب اليومية وحالة البؤس ودرجة اليأس، واكتشف أن القاسم المشترك لكل اللاجئين هو شعورهم بأنهم متروكون، وأن العالم قد أغلق أذنيه دون صرخاتهم، على الرغم من خصوصية الوجع في كل منطقة من مناطق اللجوء، وهي:
أولاً: في لبنان زار المفوض العام مخيم البداوي، وتأكد من وصول معظم اللاجئين إلى الحضيض، وأنهم يعيشون في فقر مدقع، فاقتصاد البلاد في حالة سقوط، فحال اللاجئين جزء من حال لبنان بكامله، وإن وضع اللاجئين الفلسطينيين هو الأسوأ.
اقرأ أيضَا: مختصون يحذرون من نزع شرعية "أونروا" وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
ثانياً: في سوريا، أخبره اللاجئون الذين عادوا للعيش وسط الأنقاض في مخيم اليرموك، أن هذا هو خيارهم الوحيد، لأنهم لم يعودوا قادرين على دفع الإيجار خارج المخيم.
ثالثاً: في الأردن زار مخيم الزرقاء، وأخبره اللاجئون هناك بأهمية برنامج التمويل الأصغر للأونروا، الذي غطّى على نفقاتهم، لأن البطالة أثرت في العديد من العائلات.
رابعاً: في الضفة الغربية، قال: لقد شاهدت أعلى مستويات العنف منذ أكثر من 15 عاما، ولقد التقيت مع اللاجئين في مخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية، الذين شرحوا كيف يؤثر العنف في حياتهم اليومية، وتشعر العديد من العائلات بالحزن والألم لفقدان أحبائها، كما يفتقر الكثيرون إلى الحماية الأساسية التي يستحقونها.
خامساً: في غزة عندما كنت في مخيم رفح، كان من المفجع أن نرى كيف يستمر الناس في العيش في منازل دون المستوى المطلوب، يعتمدون في الغالب على المساعدات الغذائية بعد 73 عاما من نزوحهم، وهناك جيل كامل في غزة لم تطأ قدمه قط خارج القطاع، وينبغي ألا نقلل من شأن تأثير الحصار والحروب المتكررة، والفقر المدقع السائد على الصحة النفسية للناس في غزة.
ويختصر لازاريني لقاءاته بجملة قصيرة، يقول: طلبات اللاجئين الفلسطينيين بسيطة للغاية ومباشرة، يقولون: "نريد أن نعيش، ونريد أن نعيش بكرامة، والكرامة كلمة تعلمتها وسمعتها كثيراً خلال لقاءاتي مع اللاجئين الفلسطينيين، وهذا حقهم.