بعد مخاض من الابتزازات عسير ومتشاكس تخرج حكومة نياتنياهو للوجود. الحكومة دينية يمينية متطرفة تخضع لتوجيهات دينية جلها أساطير توراتية تقوم على استعلاء الجنس اليهودي، وعلى فرضية وجوب حكم اليهود للعالم، بصفتهم الجنس المختار المفضل على العالمين؟! .
هذه الحكومة تأخر ميلادها وإن كان الشركاء فيها يملكون الأغلبية في الكنيست، وذلك لأن لكل شريك فيها مطالب حزبية تختلف عن مطالب غيره من الشركاء، وكل شريك يريد الحصول على توقيع بالموافقة على مطالبه، ولا يقبل الوعود الشفوية لأنهم يعلمون أن نيتنياهو كذاب، ويتفوق في الكذب والتلون على غيره من الكذابين.
وفي الوقت نفسه يرى مراقبون أن نيتنياهو أيضا يبتز شركاءه لذا هو يسوف الإعلان ويتهرب من بعض الابتزازات بعامل ضيق الوقت. وفي النهاية هو سيعلن عن حكومته في الدقيقة الخامسة قبل نهاية زمن التكليف.
نعم سنرى حكومه يمينية دينية فيها ابن غفير، وسموتريتش ودرعي ويهودات هتوراة وعناصر من الليكود بقيادة الملك نيتنياهو، ومن ثمة سيكون سؤال ما بعد الرؤية حول مدة عمل الحكومة بحسب التوقعات، هل ستعمل لأربع سنوات، أم أنها ستذهب لانتخابات جديدة مبكرة لعدم قدرة نيتنياهو على تلبية مطالب الشركاء المتشاكسين؟!
عمر الحكومة قضية داخلية لنا بها كفلسطينيين علاقة سطحية، وما يهمنا هو أن هذه الحكومة وإن مكثت في الحكم مدة قصيرة، فهي مدة كافية لنهش حقوقنا الفلسطينية بأنياب حداد، ودون التفات لصراخنا، ولا لنداءات دول العالم بالالتزام بالقانون الدولي والشرعية الأممية. الحكومة القادمة ذاهبة للضم. وللقمع، وللسيطرة على الأقصى، وإضعاف السلطة الفلسطينية وابتزازها، ولإضعاف دور الأردن وتهديدة بالوطن البديل .
ما يميز هذه الحكومة أنها ستعمل بسرعة غير معتادة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وستفرض واقعا قاسيا على الفلسطينيين في كل مكان لا سيما داخل الخط الأخضر.
بناء على ما تقدم وهو قراءة موضوعية لمستقبل قاس يبدأ مع مطلع عام ٢٠٢٣م، يقف أمامنا كفلسطينيين سؤال وما العمل والحال هو الحال، والعين بصيرة واليد قصيرة، فهل نستسلم، أم نلتقي معا على منهج مغاير لما نحن عليه الأن، ونتوحد على برنامج مقاوم بعد أن لفظت مفاوضات التسوية انفاسها الأخيرة، وباتت التسوية السياسية في عداد الأموات الذين لا يبعثون إلا يوم القيامة العظيم؟!. الإجابة ملك السلطة من ناحية، وملك الفصائل من ناحية ثانية، وللشعب حق المساءلة، ولكن الوقت ينفذ بسرعة.