قائمة الموقع

عياد.. نظم الأناشيد في الأسر لينطق بحاله وحال شعبه

2022-12-23T09:08:00+02:00
المرابط محمود عياد

 

غالبًا الردود لا تتجاوز حد الثناء على كتاباته للأناشيد الوطنية، ولكن أبلغها والتي تخترق جدار قلبه عند سماعه إياها في الشوارع والحارات عبر مكبرات الصوت، وحين يسمعها من ألسنة الأطفال والشباب وفي أعراس الشهداء ومواطن الرباط والاشتباك، المرابط محمود عياد، شاعر وكاتب أناشيد وطنية، ومن أبرز أعماله قمري الشهيد، وما أجملك، وشهادة الأباة، وخذني إلى الأقصى.

المرابط عياد (34 عامًا)، من سكان مخيم الدهيشة جنوب شرقي بيت لحم في الضفة الغربية، وهو لاجئ من قرية رأس أبو عمار، وهو محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ اعتقل 5 مرات، 3 منها إداري قضيت في المعتقل بمجموع 10 سنوات، بتهم مختلفة كمشاركته في أعمال للمقاومة وقت الانتفاضة الثانية، وأخرى لقيادته أنشطة وفعاليات تضامنية مع قطاع غزة عام ٢٠١٤.

لم يكن مدركًا لبذور الموهبة لديه، سوى أن المعتقل دفعه لنبش في الأفكار التي تراوده، وتعلم كل ما هو جديد، ففي سجن بئر السبع عام 2006 تعلم قانون الشعر ونظمه على يد المحرر علي عصافرة، يقول لصحيفة "فلسطين": "كنت حينها أبلغ من العمر 17 عامًا، أدركت حينها أن لدي موهبة، ولم أعطِ لها اهتمامًا في صغري".

وقد كان لدى عياد اهتمام كبير بكتابة الخواطر منذ أن كان طفلًا صغيرًا، كان محبًا لقراءة الشعر ويتوجه لمكتبة المدرسة باستمرار من أجل قراءة الشعر وتدوينه على دفاتره المدرسية. 

استمر في ذلك حتى عام ٢٠٠٦، وفي أثناء متابعته للأخبار في الأسر كان هناك جولة تصعيد على قطاع غزة، فكتب قصيدة بعد تأثره بما يدور من أحداث وعرضها على صديقه الأسير محمد عمر زايد المحكوم بالمؤبد وأبدى إعجابه فيها؛ ما دفع عصافرة لاهتمامه بموهبته وتعليمه بعض المبادئ والقوانين الخاصة بالكتابة، موضحًا أنه تعلم على يديه البحر الكامل والبحر الوافر.

ويتابع عياد حديثه: "وكانت البداية الشعرية من ذلك الوقت؛ ما هون عليّ وعلى أصدقائي، فقد كنت أكتب ما يجول في خاطري وخواطرهم، وباتت أبياتي الشعرية ترافقهم في مناسباتهم ورسائلهم لعائلاتهم".

ولم تكن كتاباته بعيدة عما يتعرض له وشعبه من ظلم، لكونه يعيش تحت احتلال، فما يعايشه يؤهل كل شخصٍ صاحب موهبة للإبداع فيما يقدمه للناس، "فأنا أكتب ما أعيشه وما أشعر به، فهو أيضًا ينطبق على كل ما يشعر به كل مظلوم ومقهور، وكلّ أبيّ يرفض الهوان ويرفض وجود محتلّ في أرضه"، وفق حديثه.

وفي عام ٢٠١٣ كانت البداية الفنية مع نشيد "ما أجملك"، وغالبية الأعمال الفنية التي كتبها تعبر عن رفضه للاحتلال والظلم، وعن وقوفه مع الحق ودفاعه عن القضية، ولذلك كان شعاره الذي يضعه نصب عينيه "تحمّس للفكرة، قاتل من أجل مبدأ، أنذر نفسك لقضية، رابط على ثغر، مُت مدافعًا عن عقيدة".

ويشير عياد إلى أنه يركّز بشكل كبير على النشيد الحماسي المقاوم، والأناشيد التي تتعلق بالشهادة والشهداء، وتلك التي ترافق المقاومين في جهادهم ورباطهم وتزيد من حماستهم وجلَدهم، والتي تعبّر عن حقيقة مشاعرهم تجاه قضيتهم ووطنهم ودينهم وصدقهم في سعيهم للتحرير والخلاص، وكذلك حبهم للشهادة وبلوغ الفردوس.

ويرى بذلك النوع مقاومة للاحتلال، "فالأناشيد الوطنية التي نقوم بإنتاجها ترافق المرابطين في رباطهم والمقاومين في تضحياتهم، وتزيد من حماستهم وتشحن معنوياتهم، ويذكر أن المرابط هو لقب أطلقه عليه أحد المشايخ وهو فتى صغير.

في الماضي لم يكن يتعرض للملاحقة بسبب كتاباته، لكن مؤخرًا تعتبر كتابة الأناشيد تهمة يحاسب عليها الاحتلال بالاعتقال لمدة عام في حال ثبوت التهمة لذلك لا ينشر أعماله على حسابه الشخصي على فيسبوك أو الإنستغرام، ويتجنب في بعض الأحيان ذكر اسمه في الفيديوهات التي يقدم من خلالها النشيد في أثناء عرضه للجمهور.

ومن أبرز الصعوبات التي تواجهه صعوبة الحصول على تمويل في ظل تكلفة العمل الفني الذي يصل إلى 1200 دولار، ويطمح إلى خلاص الوطن وتحريره من المحتل، وأن يكون مشاركًا ولو بقدر قليل في مقاومة العدو من خلال كتاباته وأناشيده، ويوصل القيم النبيلة لكل فلسطيني لأن الحياة دون حرية سجن والسكوت عن الحق خيانة.

اخبار ذات صلة