أجمعت شخصيات عربية وفلسطينية على أن تقصير الشعوب العربية والإسلامية تجاه المسجد الأقصى المبارك، "أخطر عليه من الاحتلال" الإسرائيلي.
وأكد (رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين) همام سعيد، أن العمل من أجل خدمة القدس والمسجد الأقصى يتطلب جهدًا كبيرًا من جميع أقطار الأمة ومؤسساتها من أجل الوصول إلى تحريرهما من الاحتلال.
وشدد سعيد، في افتتاح أعمال المؤتمر الـ13 لرواد بيت المقدس، في مدينة إسطنبول التركية، أمس، بحضور أكثر من 500 مشارك من 67 دولة مختلفة، على أن "القضية الفلسطينية ليست قضية تراب، بل قضية مركزية لهذه الأمة ومسؤولية شعوبها".
وأوضح سعيد أن المطلوب من المشاركين ومن شعوب الأمة، هو أن يكون لهم سهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني، والمشاركة في تحريره من الاحتلال والظلم الواقع عليه، والعودة إلى بلاده.
من جهته، قال رئيس جمعية البركة الجزائرية أحمد إبراهيمي: إن الجزائر أخذت موقفًا واضحًا برفض جريمة التطبيع رئاسة وحكومة وشعبًا، بعدِّ فلسطين "أمَّ القضايا".
وأضاف إبراهيمي، في كلمته، أن الأطراف التي دعمت الاحتلال "بدأت تتراجع وتنقلب عليهم الطاولة، نظرًا لوجود روح الجهاد ورفض التطبيع لدى الأمة".
ولفت إلى أن المؤتمر يقام في ظروف ومتغيرات ومتحولات إيجابية كثيرة داخل فلسطين وخارجها، منها: أن الفعل المقاوم أصبح واقعًا، وأن الأمة ترفض فعلًا وقولًا المطبعين في جميع الدول والأقطار في المنطقة.
خطر حقيقي
وحذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي، من أن تقصير الشعوب الإسلامية والمؤسسات الرسمية والمعنية تجاه المسجد الأقصى أخطر على القضية من حكومات الاحتلال المتطرفة.
واستغرب القره داغي، في كلمته، تقصير الأمة في الجانب الإعلامي لمواجهة رواية الاحتلال المضللة، ومحاولة اختراق الشعوب من منطلق المظلومية وتزوير الحقائق، مشددًا على أن علماء الأمة سيبقون بكل قوة مع هذه القضية حتى التحرير.
من جانبها، شددت رئيسة (ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين) أميمة التيجاني، على ضرورة وقف معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بالإدانة والشجب، مطالبة بالتحرك نحو البناء والإعمار وتعزيز الصمود.
ولفتت إلى أن المؤتمر يأتي في الوقت الذي يُعتدى فيه على المرابطات في المسجد الأقصى، وتُحاصر المرأة في غزة.
وأكدت التيجاني ضرورة استثمار جهد الشباب، وإطلاق مشاريع تكافئ حجم القضية الفلسطينية، وتعمل على رفض التطبيع الرياضي والشبابي في المسابقات الدولية والجامعات، إضافة إلى مقاطعة داعمي الاحتلال ومطبعيه.
وفي السياق، دعا نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، شباب الأمة، إلى استثمار التكنولوجيا والتطور التقني والإعلامي، في دعم القضية الفلسطينية بدلًا من تسخير الاحتلال لها لمحاربة قضيتنا.
وأشار بكيرات إلى ضرورة إسناد الداخل الفلسطيني، وإحياء قضاياه، ومواجهة المؤسسات الداعمة للاحتلال في الخارج على جميع المستويات، وإشراك جميع شرائح الأمة في مشروع التحرير.
وكرَّمت إدارة الائتلاف والمشاركين، في ختام الجلسة الأولى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون على جهود الجزائر في دعم قضية القدس والمسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني.
يذكر أن (الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين)، هو هيئة جامعة للتحالف بين الجمعيات والمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية، التي تعمل لخدمة القدس وفلسطين بغرض العمل المشترك، من أجل (حشد الجهود وتعبئة الأمة واستنهاضها، لتقوم بدورها في نصرة القدس والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال).