لم تقنع دعوة حركة فتح المواطنين في الضفة الغربية المحتلة للإضراب الشامل حدادًا على جريمة اغتيال إدارة سجون الاحتلال الأسير المريض ناصر أبو حميد، مطالبين الحركة وجناحها العسكري؛ كتائب شهداء الأقصى بالعودة للكفاح المسلح والدفاع عن شعبنا، وعدم التذرع بحجج "متطلبات المرحلة" و"اختلال موازين القوى".
وعمّت مسيرات غاضبة مختلف مدن وقرى الضفة الغربية أمس، مطالبةً بالرد على جريمة اغتيال الأسير "أبو حميد" بالإهمال الطبي، وإطلاق يد المقاومة.
اقرأ أيضًا: استشهاد الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي
ومن وسط رام الله، وبنبرة غضب، طالب المواطن نعيم الحمد الله كتائب شهداء الأقصى بالرد على جريمة اغتيال ابنها الأسير "أبو حميد" كما عوّدت شعبها سابقًا، مستدركًا: "للأسف رئيس الحركة والسلطة محمود عباس ألغى شهداء الأقصى".
واعتبر الحمد الله في حديث لصحيفة "فلسطين" الإضرابات دون رد فعل حقيقي وعملي على الأرض على جريمة اغتيال الأسير أبو حميد "إفراغًا لغضب الجماهير واحتواءً لها" للحيلولة دون استنهاض طاقات وقدرات شعبنا الخلّاقة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي سري سمور إنّ استشهاد "أبو حميد" وهو في القيد لا يجب أن يكون مصدر فخر، بل "دليل عجزنا وضعفنا وهواننا على الناس، موتك في القيد وصمة عارنا، وشعور بالألم والحزن والقهر".
وأضاف سمور لـ"فلسطين": "الشهيد أبو حميد ابن فلسطين، وابن حركة فتح، وهو من كتائب شهداء الأقصى، والرد على اغتياله يجب أن يكون بمستوى الحدث"، لافتًا إلى أنّ الإضرابات لا تفي بالغرض، بل تأتي لإفراغ الغضب الشعبي العام.
وأكد أنّ على فتح أن تتخلى عن "أوسلو" المشؤوم، وأن تعود لما تأمل منها الجماهير وتوجع المحتل، فلا بديل عن الوحدة والمقاومة.
من جهته، دعا الكاتب والمحلل السياسي فتحي الحايك إلى تبنّي رؤية وطنية واضحة من حركة فتح وجميع الفصائل، تستند بشكل أساسي على إجراءات عملية وليست قولية، وعدم الاكتفاء بالإضراب وامتصاص غضب الشارع "فالأصل أن يكون الحال الآن عودة فتح وجناحها العسكري كما كانت عليه خلال انتفاضة الأقصى، لتلتفَّ الجماهير حولها من جديد".
اقرأ أيضًا: رسالةٌ مؤثرةٌ من الأسير القائد حسن سلامة إلى رفيقه الشهيد ناصر أبو حميد
وعادت لساحات الضفة الغربية وشوارعها مشاهد ملثمين لحركة فتح وهي تدعو الجماهير للإضراب الشامل، لكن وسط انتقادات من المواطنين بردِّ فعلٍ أقوى وعلى مستوى الحدث الكبير والخطير كما وصفوه.
وعن الرد على الجريمة، يقول التاجر ماهر المصري من رام الله: نحن مع أيّ خطوة كالإضراب ردًّا على جريمة اغتيال قائد بحجم "أبو حميد"، لكن يجب أيضًا أن يكون الرد على مستوى خطورة الحدث، وليس فقط بالإضراب، فالأصل أن تعود كتائب شهداء الأقصى للعمل المقاوم وليس للاستعراضات، ويجب عدم تفويت هذه الفرصة، فالشارع يغلي وغاضب.
ويُعقّب الشاب صالح بركات على نعي عباس للأسير الشهيد "أبو حميد" وتحميله الاحتلال المسؤولية، بقوله: "هكذا تصريحات تُشجّع الاحتلال على المزيد من الجرائم، الأصل أنّ العينَ بالعين والسنَّ بالسن، لكنّ حركة فتح تخشى تفعيل جناحها المسلح كتائب شهداء الأقصى، بسبب قوة وسطوة المُتنفّذين فيها الذين أغرتهم الحياة ومصالحهم الاقتصادية الضخمة".