فلسطين أون لاين

تقرير الشريف يوثق جذور العائلات الفلسطينية وفقًا للسجلات العثمانية

...
الشريف يوثق جذور العائلات الفلسطينية وفقًا للسجلات العثمانية
غزة/ هدى الدلو:

توفير قاعدة بيانات لجذور العائلات الفلسطينية فكرة راودت اللاجئ الفلسطيني سمير الشريف في أثناء وجوده في بلاد الغربة، وبعد عودته إلى غزة وجد الفرصة لممارسة شغفه بالعائلات وأصولها فبدأ بعائلته التي أنتج شجرة لها توضح جذورها، ثم ارتأى توسعة المشروع ليشمل ترجمة السجلات العثمانية القديمة ما يتيح ربط الجيل الجديد بالقديم.

فبعد تقاعده من عمله تفرّغ سمير مطلق الشريف (60 عامًا) الذي يسكن في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، واللاجئ من بلدة المجدل المحتلة لأجل ترجمة سجلات العائلات العثمانية القديمة إلى اللغة العربية، وطباعتها، في فكرة هي الأولى من نوعها.

الشريف الحاصل على درجة الدكتوراة في العلوم الاقتصادية والإدارية، بدأت فكرته بإعداد شجرة خاصة بعائلته، يقول لصحيفة "فلسطين":" جمعتُ الكثير من المعلومات من خلال كبار السن من العائلة، والأرشيف العثماني الموجود في تركيا (من خلال بعض الأصدقاء هناك)".

وأضاف: "تطورت الفكرة لديّ لتصبح كتاباً خاصاً بعائلتي وجذورها أصدرته في عام 2020م متضمناً كل المعلومات والوثائق التي حصلتُ عليها".

اقرأ أيضاً: ​"هآرتس": تزايد وتيرة هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية بالضفة

ومن ثمّ قررَ الشريف ترجمة السجلات العثمانية للعائلات الفلسطينية للتسهيل على الناس في معرفة أسماء الأجداد وأنساب العائلة، لكنه واجه صعوبة في قراءتها، وفي البداية استعان بأشخاصٍ يتقنون اللغة العثمانية، حتى استطاع الحصول على قواميس خاصة بها أعانته على الترجمة.

ووصف الشريف أسلوب العثمانيين في التوثيق بـ"الرائع"، حيث أنه أشبه بجهاز حاسوب، فالوثيقة مصنفة إلى خانات للبلدة، والشارع، ورقم المنزل، ونوع المنزل، والرقم المتسلسل للذكور، وآخر للإناث، والاسم، والشهرة، والمهنة، واسم الأب، واسم الأم، والديانة، وتاريخ الميلاد بالهجري، ومكان الميلاد، إلى جانب الأشكال والأوصاف البارزة بالشخص.

وفي يوم إصدار كتابه الأول، نشر منشور على صفحته الخاصة عبر "الفيس بوك" مفاده: "اليوم لعائلتي، وغدًا للمجدل، وبعد غد لجميع قرى وطني"، وكان له ما أراد فقد أصدر كتاباً يوثق عائلات المجدل استغرق منه عاماً كاملاً ثم كتابًا آخر لعائلات قرى قضاء غزة "عددها 47 قرية".

الوصول للسجلات العثمانية وتوفير نسخ ورقية منها كلفّ الشريف الكثير من الوقت والجهد، لذلك فإنه احتفظ بها لتظلّ مرجعاً لمَنْ يريد من العائلات الفلسطينية ترجمتها.

ويذكر أن السجلات العثمانية لإحصاءات المدن الفلسطينية وقراها يتجاوز عددها 660 سجلًا، دُونت من عام 1903 إلى عام 1915، "كان عملاً مرهقاً، كنت أخصص يومياً عشر ساعات من وقتي لفهرسة وتبويب السجلات".

ويهدف الشريف من هذه الترجمة لتأكيد حقيقة وجود الشعب الفلسطيني على أرضه قبل مجيء الاحتلال الإسرائيلي إليها، ونفي مزاعمهم بأنها "أرض بلا شعب"، "كما أن هذه الكتب هي وثائق للأجيال القادمة وللتمسك بحق أجدادهم وحق العودة إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرًا عام 1948م".

ويطالب السلطة الفلسطينية والحكومة التركية بمساعدته لاستكمال العثور على السجلات المفقودة في الأرشيف التركي، ليتمكن من تحقيق طموحه بإعداد قاعدة بيانات لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، تسهل عليهم التعرف على عائلاتهم وأصولهم، وأماكن انتشارهم.