فلسطين أون لاين

الثورة مستمرة

ما يحدث في مدينة القدس من هبة الشعب الفلسطيني الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني التي تسعى لفرض واقع جديد يشرع من خلاله الوجود الصهيوني المتطرف في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.

إن هذه الهبة المباركة يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن أهل المدينة المقدسة يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة بل وحفظوا للمسجد الأقصى قدسيته، وليس أدل على ذلك من معركة البوابات الإلكترونية منتصف عام 2017م التي حاول المحتل زرعها للتحكم في الدخول للمسجد الأقصى إلا أن المقدسيين انتصروا بصبرهم وثباتهم وتمسكهم بحقهم التاريخي والديني على هذه الأرض، مما أجبر المحتل على إزالتها لتجنب غضب أهل المدينة.

فالثورة الفلسطينية المباركة مستمرة في كل المدن المحتلة، للدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وردع جيش الاحتلال ومستوطنيه عن سرقة أرضنا وقتل أبناء شعبنا، فارتقاء الشهيدين محمد يوسف مطير وشقيقه مهند من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، اللذين ارتقيا في إثر جريمة دهس متعمدة نفذها مستوطن صهيوني، مساء السبت بالقرب من حاجز زعترة في محافظة نابلس، وارتقاء الطفلة جنى زكارنة من جنين على يد جيش الاحتلال لهي جرائم تضاف لمسلسل الجرائم الصهيونية اليومية والمتصاعدة، وعلى أعتاب مخطط اقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، نؤكد أنّ المقاومة ستبقى خيار شعبنا للجم المستوطنين وصدّ اعتداءاتهم وجرائمهم واستفزازاتهم، وأن دماء الشهداء ستبقى لعنة تطارد العدو وجنوده ومستوطنيه في كل شارع وزقاق في أرضنا المحتلة.

وأمام هذه اللوحة المشرفة التي يشهدها ويشاهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، والوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس لا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودهم ويقرب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.