فلسطين أون لاين

ما قاله السنوار في مسألة تبادل الأسرى

خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لانطلاقة حركة حماس في قطاع غزة وسط حشود مئات آلاف من كوادر وأعضاء وأنصار الحركة في القطاع، ألقى قائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار كلمة مكتوبة في هذه المناسبة تعرّض خلالها لعدة مسائل تهم الحركة والشعب والقضية، منها ما ذكره بخصوص آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة بين حماس ودولة الاحتلال بشأن إبرام صفقة تبادل جديدة، فقال في هذا الجانب إن آخر عملية تفاوض بهذا الشأن كانت قبيل الانتخابات الاسرائيلية، حيث كانت مطالب المقاومة الفلسطينية واضحة بأن يتم الإفراج عن معتقلي صفقة وفاء الأحرار والأسيرات والأطفال والمرضى، وعلى رأسهم الأسير  ناصر أبو حميد، والأسير  وليد دقة، والجثامين المحتجزة والأسرى القدامى، مقابل منغستو والسيد، وأضاف أن الجانب الإسرائيلي لم يستجب لمطالب الحركة، وقال بناء عليه وبعد ثماني سنوات من أسر الجنود الإسرائيليين، وعدم تجاوب الجانب الاسرائيلي مع مطالب الحركة، فإن الحركة قررت أن تضع سقفًا زمنيًا محددًا ونهائيًّا لهذا الملف، وإن لم تنجز فيه صفقة جديدة، فإن الحركة ستغلق هذا الملف إلى الأبد وستبحث عن سبل أخرى لفك أسر الأسرى والمعتقلين.

إن ما ذكره السنوار بهذا الخصوص يعد من أهم ما ورد في الخطاب، حيث إن الجنود الإسرائيليين الاربعة الموجودين في قبضة حماس قد أمضوا ثماني سنوات، وهذه الفترة تعد الأطول في تاريخ أسر جنود إسرائيليين، فكل عمليات التبادل بين المنظمات الفلسطينية ومنها حماس لم تتجاوز السنوات القليلة، والتي كان أطولها أسر جلعاد شاليط التي دامت خمس سنوات، أما بقية عمليات التفاوض والتبادل فقد كانت لا تتعدى ثلاث سنوات، فمثلا عملية تبادل الجنود الستة الذين أسروا في عام 1982 في البقاع على يد مجموعة من حركة فتح، تم التبادل بهم بعد عام تقريبا، وعملية النورس والتي دارت المفاوضات غير المباشرة فيها بين الجبهة الشعبية-القيادة العامة و(إسرائيل) بوساطة ألمانية نجحت وتمت بعد ثلاث سنوات من أسر ثلاثة جنود إسرائيليين أحياء مقابل 1150 أسيرًا فلسطينيًا معظمهم من أسرى المؤبدات والأحكام العالية، وكذلك عمليات التبادل بين (إسرائيل) والمقاومة اللبنانية  الأربع لم تتجاوز ثلاث سنوات، لذلك بلوغ الثماني سنوات أجبر حماس على الحسم بوضع حد لهذا التفاوض من خلال تحديد مدة زمنية محددة وحاسمة ونهائية.

الأمر الثاني إحضار بندقية الجندي الأسير لدى حماس ”هدار غولدن“ وعرضها في المهرجان كمفاجأة وذكر بيان مقتضب بشأنها أشير به إلى أن البندقية كانت في يد الجندي الأسير التي ربما بترت أو كسرت في المواجهة الدامية في بداية حرب 2014، فيه تلميح القصد منه إثارة الجانب الإسرائيلي لإعادة النظر في فكرته التي تشير أن ذلك الجندي في أعداد القتلى.

الأمر الثالث يبدو أن حماس وجهازها العسكري قررا أن لا يبقى الزمن مفتوح في مسألة تحرير الأسرى، وأن القرار بالبحث عن وسائل أخرى يعني من بين ما يعنيه أن هدف والوعد بتحرير الأسرى لن يغيبه الانتظار الطويل في عدم استجابة الطرف الإسرائيلي لشروط المقاومة، وأن الغلة الموجودة إن لم تفي بالغرض والهدف، فربنا يسعون لزيادة الغلة أو ابتداع وسائل اخرى تصب في ذلك الهدف.

الأمر الرابع الإشارة خلال الخطاب أن الجهاز الاستخباري لحماس قد أوصى قيادة الحركة أن عام 2023 سيكون عام استحقاقات وتحديات كبيرة ربما تحمل هذه الاشارة ما يخص الأسرى، وهذا ما يشير الى إمكانية حصول شيء على هذا الخط، يوقف كل المرحلة السابقة او يغيرها، وبناء عليه، تعود قضية تحرير الأسرى الى نقطة البداية خاصة مع ما هو منتظر من تشكيل حكومة إسرائيلية متشددة ومتطرفة.

الأمر الخامس الرسالة الصادرة عن أسرى حماس والتي تُلِيَتْ بصوت أحدهم في المهرجان والتي ظهرت فيها نبرة الحث على عدم إبقائهم قيد الأسر خاصة عندما قالوا "ما خلقنا لكي نموت في السجون".

لهذا كله، ممكن القول إن أحداثًا دراماتيكية قد تحصل خلال العام المقبل بما يخص الأسرى والمعتقلين إذا لم ترضخ حكومة الاحتلال لشروط حركة حماس بما يخص تحرير الاسرى والمعتقلين عبر عملية تبادل مرضية.

المصدر / رأي اليوم