فلسطين أون لاين

تقرير العمل التنظيمي.. حرية تحظى بها الفصائل في غزة وتحرمها السلطة في الضفة

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

بينما يحظى مؤيدو وعناصر حركة فتح بنطاق واسع من الحرية، تجلت بوضوح في ساحة الكتيبة بغزة في مهرجان إحياء الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يتعرض أبناء وقيادات حركة حماس وأسراها المحررون من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك إطارها الطلابي الكتلة الإسلامية، لهجمة شرسة من أجهزة أمن السلطة، كما تفيد العديد من المصادر، تزامنًا مع حلول الذكرى الـ35 لانطلاقة حركة حماس.

وأحيت حركة حماس ذكرى انطلاقتها لهذا العام بمهرجان مركزي أقامته في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة بمشاركة مئات الآلاف، أمس.

اقرأ أيضاً: الفصائل: انطلاقة "حماس" مناسبة لا تخصها وحدها بل تخص كل الشعب الفلسطيني

وفي هذا الصدد، تنظم حركة حماس سلسلة فعاليات في محافظات متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، لكنّ ذلك لم يرُق للسلطة وأجهزة أمنها التي مارست سلسلة اعتقالات واسعة، طالت أكثر من 250 شخصًا، بينهم طلبة جامعيون وأسرى محررون في أنحاء الضفة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعةً من التغريدات والمنشورات، تضمنت صورًا وفيديوهات لمعتقلين سياسيين، أبرزها فيديو قصير يكشف عملية اقتحام أمن السلطة منزل الأسير عياد الهريمي في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة، فجر أول من أمس، وقد رافق عملية الاقتحام اعتداءٌ على سكان المنزل.

وتأتي هذه الاعتقالات بعد أيام قليلة من سلسلة فعاليات نظمتها الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وغيرها.

وفي هذا الصدد، سجلت مجموعة "محامون من أجل العدالة" في الضفة الغربية، "ارتفاعًا غير مسبوقٍ في وتيرة القمع والاعتقالات التعسفية".

ورصدت المجموعة وفق ما نشرته على حسابها في موقع "فيس بوك"، "عشرات الاعتقالات والاستدعاءات التي نفذتها أجهزة أمن السلطة وسط استنفار ملحوظ في محكمة رام الله".

وبينت المجموعة في بيان لها أيضًا، أن "2022 حقق أرقامًا قياسية في حالات الاعتقال والاستدعاء السياسي بما يزيد على 500 حالة، وتعذيب وسوء معاملة لم تشهدها فلسطين منذ قدوم السلطة عام 1994م، مناقضةً الوعود التي أصدرتها المؤسسات الرسمية التنفيذية والحكومية، بحفظ حرية الرأي والتعبير، وتشكيل اللجان المختلفة لتحقيق ذلك، لكنَّ حالة الحريات العامة تدهورت تدهورًا كبيرًا، وأصبحت أكثر سوءًا".

وقال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية، خليل عساف: إن "عقد الفعاليات ليس هبة أو منة من أحد، وهذا الأمر ينص عليه القانون الأساسي الذي ينظم العلاقة التشاركية بين السلطة التنفيذية والشعب الفلسطيني وفصائله، خصوصًا أننا ما زلنا تحت الاحتلال، الذي تتشكل أوجه جديدةٌ له بعد نتائج الانتخابات الأخيرة"، التي جاءت باليميني المتطرف بنيامين نتنياهو مجددًا إلى الساحة السياسية.

وعدَّ عساف في تصريح لصحيفة "فلسطين" عقد المهرجانات والفعاليات حقًّا مكفولًا بالقانون الأساسي، يُمنع الاعتداء عليه من أي جهة كانت، وأي مساس بهذا الحق، يمثل تعديًا على القانون الأساسي.

وشدَّد على ضرورة رفض الحالة الراهنة بالضفة الغربية، وما تشهده من اعتقالات واسعة -تزامنًا مع ذكرى انطلاقة حركة حماس- عادًّا أن الممثلين الحاليين للفصائل في منظمة التحرير، يجب أن تكون لهم كلمة في هذا الأمر، وعدم السكوت، والتعبير عن مدى احترامهم لقضيتنا الوطنية، والشهداء والأسرى، بالعمل على وقف انتهاكات السلطة، خصوصًا أنهم من يوفر شرعية سياسية لهذه السلطة.

اقرأ أيضاً: فصائل تؤكد تمسُّكها بالمقاومة الشاملة للدفاع عن شعبنا وأرضه

ووصف ما تقوم به أجهزة أمن السلطة في الضفة بـ"ممارسات غير قانونية"، والأولى أن يدافع عن هذا الحق من حمل راية قيادة ملف الشهداء والأسرى، وعدم الاقتصار على حياة مليئة بالامتيازات والحفاظ عليها، دون إبداء أيِّ "موقف محترم"، حسب وصفه، ينتقد التعدي على القانون.

وأكد أن التعدي على الحق في التظاهر والتجمع السلمي والاحتفالات الوطنية، يمثل تعديًا على الأسرى والشهداء وعلى مفهوم بقائنا على هذه الأرض، وهذا لا يخدم الأمن والقانون والمواطن الفلسطيني.

من جهته، قال رئيس قائمة الحرية والكرامة الانتخابية د. أمجد شهاب: إن السلطة تسعى بأجهزة أمنها إلى حجب المسيرات التي قد تثبت وجود حاضنة شعبية كبيرة للمقاومة، وخصوصًا حركة حماس.

وتوقع شهاب لـ"فلسطين"، وجود ضغوط أمريكية وإسرائيلية كبيرة على السلطة، لمنع مظاهر الاحتفال بانطلاقة حماس بهدف استمرار الحفاظ على "الهدوء" بالضفة الغربية، وهذا ما تريده السلطة.

وأضاف: إن تفعيل أمن السلطة للاعتقال والاستدعاء تزامن مع ذكرى انطلاقة حماس الـ35، والهدف من ذلك ألا تحظى هذه الذكرى بحضورٍ جماهيري في الشوارع والجامعات وغيرها، خصوصًا أن حماس ذات شعبية كبيرة بالضفة.

وتابع شهاب، أن السلطة لا يروق لها سماع الشعارات المؤيدة للمقاومة وحركة حماس، والقائد العام لجناحها العسكري محمد الضيف.

ونبَّه إلى أن هذا السلوك يعكس محاولات السلطة للحفاظ على البقاء أطول مدة ممكنة، ومساعيها لقمع المعارضين خصوصًا من يحملون فكر المقاومة المسلحة.