نظمت حركة حماس مهرجان انطلاقتها الـ35 بأرض الكتيبة الخضراء بمدينة غزة، وكان الحفل يتناول رسائل ودلالات متعددة، ويعد الأضخم والأكثر حشدا منذ سنوات، وسنلخص بعضها في عدة نقاط:
أولًا: الحشد الشعبي والجماهيري ومشاركة كل ألوان وأطياف ومكونات شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، فالحفل لم يضم مناصري حماس فقط، بل كنت أتجول في الحفل وألتقي بأجيال مختلفة من الشيوخ والشبان والأطفال والنساء والرجال، وطلبة الجامعات وفئات العمال والسائقين شرائح من الموظفين وألوان فصائل المقاومة منهم أبناء الصف التنظيمي لحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والمقاومة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين والأحرار والمجاهدين والقائمة تطول ولا يسعنا ذكر الجميع من هول ما شاهدنا من حشد مبارك فأتوا كطوفان هادر لانطلاقة حماس حامية المشروع الوطني، فكيف إذا قلنا إننا ذاهبون للصلاة في المسجد الأقصى المبارك محرراً قريباً بعد الفتح المبارك بوعد الآخرة إن شاء الله سنشاهد الملايين من أمتنا العربية والإسلامية وشعبنا في كل أماكن وجوده وسيكون ذلك اليوم العظيم بإذن الله تعالى.
ثانياً: الحفل الأكبر والأضخم منذ سنوات والأكثر حشدا دون كل الفعاليات الفصائلية الأخرى فأرض الكتيبة ليست حكرا لحماس فقط، ولا لأي فصيل بذاته، فقد أقيمت فيها خلال عام واحد مهرجانات مركزية للجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها وحركة فتح في الذكرى الـ17 لاغتيال الرئيس أبو عمار، والجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها الـ55 وآخرها حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ35، وقد حظيت بالحفل الأكثر حشداً وأطلق عليه آتون بطوفان هادر، فكان الاسم على مسمى جاءت الجماهير بزحف بشري هائل.
ثالثاً: الترتيب والانسجام في الخطاب السياسي الموجز لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس د. إسماعيل هنية التي جاء فيها "لا مقام للاحتلال على أرضنا ومقدساتنا وتجديد الخطى لمواصلة المقاومة وحماية الثوابت والوفاء لدماء الشهداء"، والكلمة الرئيسة بمهرجان الانطلاقة التي تحدث بها أ. يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس بغزة، وتناولت رسائل عدة أهمها "أن عام 2023 سنكون أمام استحقاقات وطنية كبرى وإمهال الاحتلال مهلة محدودة لإتمام صفقة الأسرى وإلا سيغلق الملف نهائياً، وإستراتيجية حماس لم تختلف عن فتح حينما رفعت لواء الكفاء المسلح، وإعطاء زمام المبادرة للشباب الثائر والجيل المقاوم وهو "الوفاق الكامل" مع أصحاب العهد ورفاق البندقية، كما تناول أخيراً أننا سنأتي للتحرير بطوفان هادر من غزة والضفة والداخل المحتل عام 48 بصواريخ وجند دون عد وبملايين من أحرار أمتنا العربية والإسلامية".
رابعاً: مفاجآت المهرجان تعددت من وجهة نظري الشخصية، فقد أعلنت حماس في مهرجان انطلاقتها الـ35 مفاجأة الحفل وتركتها لختام الحفل، ولكني أقول إن الكلمة المسجلة لقائد هيئة أركان المقاومة والقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام أبو خالد الضيف كانت المفاجأة الكبرى التي جاء فيها "أيها الغرباء عن أرضنا لقد عجز أباؤكم المؤسسون وهم في قمة جبروتهم وانتمائهم لفكرة الصهيونية الخبيثة عن استئصال شعبنا أو طمس هويتنا، فأنتم اليوم أعجز وأجبن من أن تنجحوا فيما فشل فيه آباؤكم وستكون نهايتكم وزوال كيانكم وكنسكم عن أرضنا هي غنيمتنا ووعد ربنا الذي لن يتأخر عنكم بإذن الله، فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة وهي تحرير فلسطين"، كما أن مشاركة سلاح الطيران في سماء الكتيبة مفاجأة ثانية، أما الإعلان عن كشف المقاومة وحيازتها سلاح الضابط الصهيوني هدار جولدن برقمها العسكري فكان مفاجأة ثالثة، وهي المفاجأة الأبرز التي ستحرك قضية صفقة تبادل الأسرى في المجتمع الصهيوني عقب تشكيل الحكومة المرتقبة خلال الأسبوع المقبل، وختاماً نسأل المولى عز وجل أن تكون الانطلاقة القادمة في باحات الأقصى المبارك بعد الفتح والتحرير وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى.