نشرت صحيفة "تسار غراد" الروسية تقريرا عن العلاقات الصينية-العربية، والعلاقات الروسية-العربية؛ في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للرياض وانعقاد القمة الصينية-الخليجية والقمة الصينية-العربية الجمعة الماضي، واصفة إياها بالحدث السياسي المهم هذا العام، قائلة إنه شكل ضربة قوية وغير متوقعة لأميركا، ومثل انتصارا كبيرا للصين وروسيا.
وأسهب التقرير في تفاصيل الاتفاقات العديدة التي أبرمها الرئيس الصيني مع دول المنطقة، خاصة السعودية. وقال إنها ركزت على القضايا التي تؤثر بشكل أو بآخر على الوضع السياسي؛ مثل الطاقة والاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا، وأشار إلى حضور القادة العرب هذه الاجتماعات.
إعادة ترتيب التحالفات
وقال إنه بات من المؤكد أن الصين والسعودية عازمتان على تطوير التعاون والتنسيق في مجال الدفاع وتعزيز التعاون لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني؛ ودعم نظام منع انتشار الأسلحة النووية، وقال إن الصين رحبت بدور السعودية في الحفاظ على توازن واستقرار سوق النفط العالمية؛ أي تعاون الرياض المثمر في هذا الشأن مع موسكو.
كما أشار التقرير إلى مقال كتبه الرئيس الصيني في وسائل الإعلام الصينية أكد فيه أن حجم تجارة بلاده مع جميع الدول العربية تجاوز 300 مليار دولار، واعدا بمواصلة العمل من أجل بناء مستقبل مشترك مع الدول العربية. وأبدى استعداد بكين لإنشاء عدد من حاضنات الأعمال التجارية في السنوات القادمة، وتنفيذ 10 مشاريع في مجال الاقتصاد الرقمي تتعلق بالتجارة الإلكترونية والاتصالات اللاسلكية.
وقال إن الصين والدول العربية اتفقتا على إنشاء مجلس استثمار مشترك ومركز للأمن النووي، وقدمت الصين لشركائها العرب خطة تعاون في 8 مجالات؛ تشمل الطاقة والغذاء والصحة والتكنولوجيا الخضراء والأمن وتنمية الشباب.
تعاون سياسي
وفي الشؤون السياسية، ذكر التقرير أن الدول العربية أعلنت التزامها بسياسة الصين الواحدة ودعم جهودها للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، وموقف بكين من قضية هونغ كونغ.
ويرى التقرير أن الصين بات لها موطئ قدم في الشرق الأوسط في العديد من المجالات؛ وأهمها التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا، فضلا عن المجالات السياسية والعسكرية.
نهاية عصر "البترودولار"
ونقل التقرير عن الخبير الروسي في الشؤون الصينية نيكولاي فافيلوف قوله إن بيع السعودية الصين موارد الطاقة مقابل اليوان يعني نهاية عصر "البترودولار" وبداية عصر "البترويوان".
وشدد التقرير على الدور الذي لعبته روسيا في إقامة وتطوير العلاقات بين الصين والعرب، مضيفا أن العرب سيبذلون قصارى جهدهم لتطوير العلاقات مع روسيا في محاولة لموازنة نفوذ بكين.