منذ اليوم الأول لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس رسميا قبل 35 عامًا، كان الداعم الأبرز لها هو الحاضنة الشعبية، والتفاف المواطنين حولها، لحماية مشروع المقاومة الذي تتبناه الحركة.
وأدت الحاضنة الشعبية دورًا كبيرًا في دعم حماس، حيث خرجت الحركة من بين بيوت المواطنين التي كانت مأوى للكثير من قياداتها السياسية والعسكرية فيها، على مدار العقود الثلاثة الماضية.
وتجد الحركة الحاضنة الشعبية في كل محطة تمر بها، وتكون سندًا لها للنهوض من جديد، ومواجهة التحديات، خاصة خلال الحروب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة.
اقرأ أيضاً: الحاضنة الشعبية للمقاومة تغرد دعماً لـ "#أسود_الخليل"
وعكس فوز حركة "حماس" في انتخابات عام 2006، وحصولها على غالبية مقاعد المجلس التشريعي، أبرز أشكال دعم الحاضنة الشعبية لها، ورغبة مجتمعية في تصديرها للحكم السياسي.
في 14 ديسمبر/كانون الأول 1987، أعلن عن انطلاق الحركة رسميا، تتويجًا لاجتماع الشيخ أحمد ياسين وعدد من قيادة الصف الأول في قطاع غزة، إبان اندلاع أحداث الانتفاضة الأولى، المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة".
ومنذ تأسيس الحركة تعرضت قياداتها لجرائم اغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزهم ياسر النمروطي أحد مؤسسي كتائب القسام، والمهندس البارع يحيى عياش.
وشملت الاغتيالات أيضًا، المؤسس الشيخ أحمد ياسين، وصلاح شحادة، مؤسس الجهاز العسكري الأول للحركة، الذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والدكتور إسماعيل أبو شنب، ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد الجعبري.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، أن الحاضنة الشعبية شكلت أهمية كبيرة لحركة "حماس" منذ السنوات الأولى لتأسيسها.
ويقول القرا لصحيفة "فلسطين": "ظهرت أبرز أشكال دعم الحاضنة الشعبية لحركة حماس، حين فوزها بانتخابات البلديات عام 2005، ثم حصدها غالبية مقاعد المجلس التشريعي في عام 2006".
ويضيف: "ظهر الدعم الشعبي لحركة حماس، خلال عدوانات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث وقف الشارع إلى جانب الحركة، ودعم مشروعها المقاوم للاحتلال".
ويبين أن هناك حالة التحام بين حركة حماس، والحاضنة الشعبية، وظهرت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2021، ووقوف الشارع إلى جانب الحركة في القضية الوطنية التي بدأت من أجلها المعركة.
اقرأ أيضاً: #درع_وسند.. حملة إعلامية لتمتين الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية
ويشير إلى أن حركة حماس، خصصت دوائر خاصة لدعم الحاضنة الشعبية باعتبارها عنصرًا مهمًا في دعم المقاومة، والدفاع عنها، ودفع الثمن معها خلال الحروب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة.
بدوره، يؤكد الباحث والأكاديمي، عبد الله سلامة، أن الحاضنة الشعبية شكلت لحركة حماس، الدعم من حيث الالتفاف الجماهيري الواسع الذي أربك حسابات خصومها وأعدائها على حدٍّ سواء.
ويقول سلامة لصحيفة "فلسطين": إن "هذا الالتفاف اتضح جليًّا حينما تعرضت حماس لضربات أمنية إسرائيلية في بدايات انطلاق عملها المقاوم في الأعوام 1988م و1989، حيث تضامن معها الشعب الفلسطيني تضامنًا لافتًا وآزر وجودها بالرغم من اعتقال رموزها وقادتها على كل المستويات".
ويضيف: "حملت الحاضنة الشعبية مسؤولية التضامن الشعبي مع ذوي الأسرى ووفرت الدعم المادي والمأوى الآمن الذي وفَّر البيئة المناسبة للحفاظ على التنظيم وكان كفيلًا باستمرار جذوة المقاومة، فمضت العمليات الميدانية التي أرقت الاحتلال جنودًا ومستوطنين".
وبين أنه إبان إبعاد أكثر من 450 مجاهدًا إلى مرج الزهور جنوبي لبنان، ظهرت أهمية الحاضنة الشعبية لـ"حماس".
وأردف بالقول: "حماس أيضا أظهرت تكافلًا مع أبناء الشعب الفلسطيني من خلال مؤسساتها الخدماتية وجمعياتها الخيرية وكفالاتها ورياض أطفالها ومدارسها وجامعتها وكتلها الطلابية والنقابية وتفاعلها الجماهيري مع احتياج أبناء وطنها".
ويوضح أن أبرز مظاهر التفاف الحاضنة الشعبية إلى جانب حركة "حماس"، هو انتخابها عام 2006، حيث أظهر وفاء الجمهور الفلسطيني لها في كل مواجهاتها مع العدو ووكلائه بداية من حرب 2008م وصولًا إلى معركة سيف القدس.
ويتبع: "شكلت الحاضنة الشعبية في توحدها واصطفافها خلف مشروع المقاومة الفلسطينية عمومًا وحركة حماس منها على وجه الخصوص رافدًا من روافد العمل المقاوم الذي تحميه جماهير الشعب الفلسطيني".
ويذكر أن الحاضنة الشعبية أعادت تشكيل الثقافة الوطنية لدى المجموع الفلسطيني مِن خلال تعزيز الوعي المقاوم لدى عموم الشعب بعد أن كان مقتصرًا على المقاتلين والمقاومة في ميادين المواجهة المختلفة مع الاحتلال الصهيوني.
ويشير إلى خطورتها على منظومة الأمن الاستراتيجي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فكان انخراط الكل الوطني في معركة الوعي المقاوم وحماية البيئة الوطنية، وهو ما ساهم في تشكيل ظهير لمشروع المقاومة بحيث لم يستطع الاحتلال الانفراد بالمقاومين وتحييدهم عن الصفّ الفلسطيني.
ويلفت إلى أن الشعب الفلسطيني كله أصبح مندمجًا في مشروع المقاومة، حيث يخرج المقاتلون من العائلات والعشائر.
من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، بكر الشيخ عيد، أن حركة حماس وقادتها خرجوا من بين العائلات الفلسطينية، وحظوا بدعم وتأييد كبيرين منذ بداية التأسيس حتى هذه الأيام.
ويقول الشيخ عيد لصحيفة "فلسطين": إن "الداعم الأبرز والأقوى لحماس في الكثير من المواجهات التي تتعرض لها هي الحاضنة الشعبية، واحتضان الناس لها في الكثير من الحالات".
ويضيف: "ظهرت قوة الحاضنة الشعبية لحركة حماس، حين فازت بانتخابات المجلس التشريعي، وحصدت غالبية الأصوات، وذلك يعكس وجود قبول كبير لدى الشارع للحركة".
ويوضح أن الحاضنة الشعبية تظهر قوتها خلال الأزمات التي تتعرض لها الحركة، والمسيرات التي تدعو لها، ومهرجانات الانطلاقة، حيث تلتف حولها الجماهير.