أكد القيادي في حركة "حماس"، محمود مرداوي، اليوم الثلاثاء، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحرزت خلال سنوات عمرها الـ35 العديد من الإنجازات على الصعيد الميداني الفلسطيني، لتتصدر خلال عمرها، كبرى الحركات الوطنية الفلسطينية، عبر تمسكها في المقاومة كسبيل وحيد لتحرير أرض فلسطين.
وأضاف: "إن الحفاظ على المقاومة في الضفة هو من أهم إنجاز حركة حماس على الصعيد الميداني في الفترة الراهنة".
اقرأ أيضاً: العامودي: انطلاقة حماس نبعت من حقّ شعبنا وضمير أمتنا
وتابع: "كنا نستشرف الواقع السياسي الذي ستؤول له الأمور، فشل مشروع التسوية واضح أمام الأعين لكن هناك نخبة في السلطة تصر على بيع الوهم أن هناك فرصًا لحلول سياسية، الأمر الواقع الذي قام به كيان العدو في الضفة اليوم أصبح واضحًا للعيان أن المستوطنين اليوم جزء من حكومة "تل أبيب"، ويتقلّدون مناصب لتنفيذ أجندتهم الأيدلوجية في الضفة الغربية تحديدا وعموم فلسطين".
وبيّن أن حركة حماس خاضت الحروب وقدمت الشهداء ونفذ أبناؤها العمليات في سبيل هذا المشروع وبقائه واقفا على قدميه، ليصبح خيار المقاومة هو الخيار الذي يهتف به كل الشعب الفلسطيني.
وذكر مرداوي أن حماس لا زالت تدعو كل نخب الشعب الفلسطيني وقواه الحية لتقول كلماتها أمام الواقع السياسي المتردي الذي تعيشه الحالة الفلسطينية، من إعدامات وشهداء في الطرقات في مقابل آلاف عناصر الأمن غير قادرين على إطلاق رصاصة واحدة للدفاع عن شعبنا.
وأشار إلى أن الحركة ترى أنه آن الأوان ليكون هناك تقييم لكافة السياسات ورسم الخطط المشتركة التي تضع المقاومة كأولوية، والبدء بمشروع كفاح تحرري جاد لطرد المشروع الاستيطاني من الضفة الغربية.
وأضاف: "كلما تأخّر الوقت زادت التكلفة، وما نراه اليوم من توسّع المشروع الاستيطاني و شرعنة البؤر الاستيطانية وتأسيس المليشيات المسلحة للمستوطنين هو مقدّمة لمرحلة جديدة بدأ اليمين الصهيوني بتطبيقها في القتل على جانب الطرقات وشوارع الضفة".
وأوضح أنه وبالرغم من استهداف السلطة لحركة حماس في الضفة والذي كان عبارة عن عملية انتقام سياسي بمساعدة أمريكية وإسرائيلية، فقد بادرت الحركة وقدّمت المواقف الوطنية على مصالحها الحزبية، لكن بقي سلوك فتح هو تكتيكي ومناورات سياسية لإقناع الأطراف الدولية بأهميتها في السيطرة الأمنية على الضفة، ومنع تطور المقاومة وذلك عبر قمع حماس.
وتابع: "ضمن هذه المناورات التكتيكية التي تقوم بها فتح لتحسين وضعها السياسي أمام الأمريكان والعدو الصهيوني في الجانب الأمني، تدفع القضية الفلسطينية الثمن وينزف أبناء الوطن الأحرار على يد أبناء الوطن من عناصر الأجهزة الأمنية، نحن نريد لهذه الصورة أن تنقلب ونصبح خندقًا واحدًا في مواجهة الاحتلال، لكن ما يحدث في الأشهر الأخيرة يشير لعودة السلطة والأجهزة الأمنية لسياسة القمع والملاحقة والاعتقال والتعذيب".
وأشار إلى أن حماس وخلال الـ35 عاما، كان أولوياتها ليست الصراع الداخلي، وكانت مصرّة على تقديم أولوية مواجهة العدو، مؤكدا أن هذا المسار الذي انتهجته حماس، أصبح مقنعا للكثير من أبناء فتح والأجهزة الأمنية.
وتابع: "ما نراه من انخراط أبناء فتح والأجهزة الأمنية في المقاومة هو دليل على صوابية منهجية حماس التي لا يمكن أن ترى في أبناء الوطن أعداء".
وشدّد على أن الأيام القادمة ستؤكد للجميع مدى صدق منهج حماس، عندما تظهر نتائج الصبر والثبات الذي قدّمته حماس خلال وقوفها وحيدة في الحروب والمقاومة واستعادة المقاومة دورها في الضفة، خاصة في الحفاظ على ثوابت شعبنا وقضيته من التصفية.
ولفت إلى أن حركة حماس منفتحة للشراكة على أساس المقاومة ومواجهة حكومة اليمين التي تسعى لتصفية قضيتنا، وأن هناك فرصة حقيقية لنعيد قضيتنا الفلسطينية على الأجندة الدولية، وفرض إرادتنا الوطنية وانتزاع حقوقنا في أرضنا ووطننا ومقدّساتنا.
ورأى مرداوي أن رؤية حماس للشراكة الوطنية أننا جميعا شركاء في الوطن والنضال، وحرية العمل التي منحتها حماس لكل الفصائل تؤكد على صدق الحركة في بناء علاقات وطنية راسخة ومتينة وقائمة على الأسس المشتركة.
اقرأ أيضاً: بـ"أنا حربجي".. "الوفاء" تشعل مهرجان انطلاقة حماس
وبيّن أن جميع الفصائل حاضرة في صياغة رؤية وطنية لمشروع تحرر وطني طبّقته حماس بصورة عملية ومحطّات مفصلية في قطاع غزة مضيفا: "نحن اليوم نتحدث عن سقف مفتوح للنقاش بين جميع المكونات السياسية الفلسطينية وعمل مراجعات كاملة للمسارات السياسية وضرورة تصويبها وتنظيم العمل المقاوم، وكل ذلك يطرح بشفافية أمام الفصائل كافة".
وأردف: "لقد ذهبت حماس بعيدا في التوافق على أشكال النضال بحيث يبدأ شعبنا حالة نضال متصاعد موحدة شريطة أن لا يكون أي خيار للمقاومة إلغاء للآخر، لكن الاتفاقيات التي تكبّل البعض تجعلهم مترددين ويناورون في الخيارات عندما تقترب من المقاومة".
وجدّد تأكيده على أن حماس كانت ولا زالت تؤمن بأن المقاومة هي الكلمة القادرة على هزيمة الاستيطان الإحلالي، فالمقاومة هي التي طردت المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة، وغياب المقاومة هو الذي سمح بعودة المستوطنين للمناطق التي تم إخلاؤها، وسمح بتضاعف أعداد المستوطنين في الضفة الغربية منذ العام 2007، وغيرها من الاعتداءات.
وختم بالقول: إن "الأحزاب الاستيطانية اليوم هي من شكّلت الحكومة في "تل أبيب"، وقادة المستوطنين هم من يعطون الأوامر بالقتل على قارعة الطريق، الحل بالمقاومة التي كانت تقتحم مستوطناتهم خلال انتفاضة الأقصى وتمنعهم من السير في شوارع الضفة ودفعتهم للهروب للمدن وأصبحت كثير من المستوطنات مدن أشباح".