بعد الخسارة المدوّية امام المغرب مفاجأة المونديال، ودّعت البرتغال كأس العالم 2022 على صورة دموع كريستيانو رونالدو الذي أدرك انّ ساعته الدولية اقتربت، لكن يبقى السؤال الابرز: كيف سيعد المنتخب البرتغالي نفسه للمرحلة المقبلة وهل سيكون رونالدو من ضمن خططها ام انها مرحلة تسليم الشعلة من جيل الى جيل آخر؟
صحيح أنّ رونالدو لن يتحدث عن اعتزال دولي، لكن في آخر مباراتين للبرتغال في قطر، والتي بدأها الـ"دون" على مقاعد البدلاء، أظهر ذلك أن التحوّل الجيلي أصبح قائما ولا مفرّ منه.
"بداية حقبة: ما بعد كريستيانو"، هكذا عنونت صحيفة "ريكوردس" الرياضية اليومية بعد فوز البرتغال الساحق على سويسرا 6-1 في الدور ثمن النهائي.
التعامل مع بيبي
وفي حال اردنا الغوض في التركيبة البرتغالية المستقبلية، نجد في حراسة المرمى، أنّ ديوغو كوشتا (23) سيكون المؤتمن على حماية عرين المنتخب البرتغالي لفترة طويلة.
إذ نال المركز الاول في حراسة المرمى على حساب روي باتريسيو المخضرم (34) خلال المباريات الفاصلة في مونديال 2022، لكنه بدا أحيانًا محمومًا في قطر، خصوصًا في مواجهة المغرب.
من ناحية أخرى، يبدو أن مركز قلب الدفاع هو أحد المراكز التي ستواجه فيها البرتغال تحديا رئيسيا، في مرحلة انتقال الأجيال.
لا يزال بيبي يقدم عروضا رائعة رغم اقترابه من الأربعين، لكنه سيترك فراغًا كبيرًا عندما يقرر إنهاء مسيرته الدولية.
اشتُهر سانتوش بأنه محافظ، وقد أثبت أنه أكثر حذرًا في المحطات المفصلية في السنوات الأخيرة، حيث لم يختبر تركيبات مختلفة.
خلف لاعبه المخضرم، فقط مدافع مانشستر سيتي الإنجليزي روبن دياش (25) ولاعب باريس سان جرمان الفرنسي دانيلو بيريرا (31)، يمكن ان يعوّل عليهما.
رغم مشاركاته الواعدة للاعب يبلغ 19 عامًا فحسب، لا يزال ينقص الشاب أنتونيو سيلفا الكثير من النضج.
في خط الوسط، يضع المنتخب البرتغال كل ثقله مستقبلا كونه يملك قوة رهيبة وملامح مختلفة.
البحث عن هداف
يزخر خط الوسط ايضا بلاعبي وسط من الطراز الرفيع وهم لا يزالوا في مقتبل العمر مثل لاعب سان جرمان فيتينا (22) والقادر نظريا على تأدية العديد من الادوار بالنسبة للمدرب.
ومع ذلك، فإن غياب رونالدو سيكون مؤثرا في الهجوم وسيجبر بطل أوروبا 2016 على إيجاد وريث لماكينة الاهداف. وهي مهمة تبدو معقدة في المستقبل القريب، ولا يبدو أن أي لاعب قادر حقًا على تحمّل العبء الثقيل الذي كان يمثله الهداف الاكبر لمنتخب سيليساو على مر التاريخ.
في قطر، تمكن مهاجم بنفيكا غونسالو راموس (21) من تسجيل ثلاثية مذهلة ضد سويسرا في مشاركته الأولى في التشكيلة. لكن في المباراة التالية، كان الدفاع المغربي قادر على التحكم فيه بشكل جيد، وهو دليل على أنه لا يزال يتعين عليه التطوّر.
وعلى الرغم من مهاراتهما الواضحة، فإن جناح ميلان الايطالي رافايل لياو ومهاجم أتلتيكو مدريد الاسباني جواو فيليكس ، 23 عامًا، لم يفرضا نفسهما بشكل نهائي مع القميص البرتغالي.
في حين أن ظهوره الأول مع البرتغال بين عامي 2016 و2017 كان غزير الإنتاج، فقد أندريه سيلفا مكانه وتأثيره بمرور الوقت.