قائمة الموقع

استعراض "عرين الأسود".. رسالة تحدٍّ تُجابه الاقتحام والاغتيال

2022-12-11T09:36:00+02:00
استعراض عرين الأسود - أرشيف

يعكس العرض العسكري لمجموعات "عرين الأسود"، أول من أمس، بما لا يدع مجالاً للشك، معركة التحدي والصمود التي يخوضها المقاتلون المنضوون تحت لوائها في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق مراقبين.

وظهر عدد كبير من عناصر "عرين الأسود" مجددًا في حارة الياسمينة في البلدة القديمة من نابلس، خلال مشاركتهم في عرض عسكري لتأبين أحد أبرز قادتها الشهيد وديع الحوح، بمناسبة مرور 40 يومًا على اغتياله.

اقرأ أيضاً: "عرين الأسود" تعلن مسؤوليتها عن عمليتي إطلاق نار صوب قوات الاحتلال

ولاقت الطريقة المفاجئة التي خرج بها هؤلاء المقاتلون استحسان مناصري المقاومة في الأراضي الفلسطينية، حيث ظهروا بزي موحد، ولثامٍ كامل لا يظهر منهم شيء يمكن أن يدل على شخصياتهم، وهم يحملون بنادقهم الرشاشة.

وتميز العرض العسكري بكلمة ألقاها أحد العناصر المقاتلين، أكد فيها أن "عرين الأسود تنتمي لفلسطين كلها بلا استثناء، وتؤمن بوحدة الدم والكفاح"، معلنًا أن أفراد المجموعات أعضاء في كل الفصائل الوطنية.

وأضاف: "نقول لمن ظنوا أن عرين الأسود قد تفككت: أنتم واهمون، فنحن نقف بحزم رغم كل شيء، ونبحث ونتعلم ونخطط لإستراتيجيات وتكتيكات جديدة ستفاجئ العدو في المواجهات".

واغتال جيش الاحتلال واعتقل عددا من عناصر وقادة مجموعات "عرين الأسود"، خلال عدوانات عسكرية في مدينة نابلس.

وعدَّ الكاتب والباحث السياسي مجدي حمايل، أن العرض العسكري يعكس الفشل الإسرائيلي في القضاء على هذه المجموعات، وقد أثبت مصداقيتها، وكذب الاحتلال الذي صعد استهدافه وزعم أنه سيقدر على تصفية جميع العناصر المقاتلة في نابلس وغيرها من مدن ومحافظات الضفة الغربية.

وأضاف حمايل لصحيفة "فلسطين"، أن خروج عناصر العرين في عرض عسكري سبب صدمة لمجتمع المستوطنين في الأراضي المحتلة، وكذلك صدم الإعلام العبري، الذي دائمًا يحرض على نابلس.

وتابع أن المقاومة هي دائمًا الأصدق والأكثر قدرة على تقديم الرواية وإيصالها للشارع الفلسطيني، ومجتمع المستوطنين، وأصبحت مصداقية "عرين الأسود" عنده أكثر من مصداقية حكومة الاحتلال وجيشه أيضًا.

اقرأ أيضاً: "عرين الأسود" تتوعد بالردّ على جريمة إعدام الشاب "مفلح"

وقال: إن "محاربة أجهزة السلطة للعرين ومشاركتها في ذلك تعدتا التنسيق الأمني وتحولتا إلى تكامل مع الاحتلال".

ودلل حمايل على ذلك بمساومة السلطة "عناصر العرين" على تسليم سلاحهم مقابل إغراءات، في الوقت الذي كان جيش الاحتلال يقتحم وينفذ الاغتيالات، وقد شكل ذلك صفعة على وجه السلطة.

وعدَّ أن العرض العسكري يحمل رسالة للسلطة أيضًا، مفادها "أننا باقون"، وللشارع الفلسطيني "أننا صامدون"، ولمجتمع المستوطنين "أننا صادقون"، وأنه مهما امتلك الاحتلال إمكانات عسكرية وتقنية فهو لن يتمكن من اغتيال فكرة المقاومة.

وأردف أن "المقاومة عدوى وتنتشر بسرعة في الشارع الفلسطيني، وتشهد التفافًا واسعًا، وشعبنا يستطيع حمايتها لأنه يؤمن بفكرتها الوطنية وقدرتها على تحقيق أهدافها".

من جهته، قال الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي: إن العرض العسكري للعرين يجب أن يشكل نقطة تحول جديدة تحول دون تمكن قوات الاحتلال الخاصة من اقتحام البلدة القديمة بنابلس، وتنفيذ الاغتيالات، ليس ذلك فحسب، بل "يجب أن ينجح العرين في تنفيذ عملية أسر جندي إسرائيلي أو قتله على الأقل".

وأضاف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": يجب أن تحظى مجموعات عرين الأسود، بموقف رسمي مغاير للموقف الذي تتبعه السلطة في رام الله، يرافق ذلك ضغوط من الفصائل على السلطة، لتنفيذ قرارات المجلسيْن الوطني والمركزي بشأن التحلل من اتفاقيات السلطة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تطور حالة التحدي التي تمثلها عرين الأسود، ومجموعات المقاومة في الضفة.

ورأى أن عمل مجموعات العرين يرفع معنويات الأهالي في الضفة الواقعين تحت انتهاكات آلة الحرب الإسرائيلية المجرمة، مشيرًا إلى أن تصاعد جرائم الاحتلال يتطلب مواقف بمستوى الدم المراق في نابلس وغيرها بالضفة الغربية.

اخبار ذات صلة