الله أكبر ولله الحمد .. لقد فعلتها المغرب ولم تخذل العرب والمسلمين والفلسطينيين وحققت إنجازاً ثانياً بتأهلها إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2022 المُقامة في قطر.
ما هذا الفرح وما هذا الإنجاز الكبير يا مغرب، لقد أسرتِ قلوبنا، لقد أسلتِ دموعنا، لقد أشعرتينا بنصر كبير على المستوى الرياضي والكروي، لقد أعدتِ رسم خارطة كرة القدم في العالم، ولم يعد التأهل للنهائيات وحده كافياً بعد اليوم أو هدفاً أو حلماً أول للعرب، لقد كبر الحلم والطموح والهدف، وأصبحنا نحلم ونطمح بما هو أكبر وأعظم.
لم أبالغ عندما كتبت سابقاً بأن المغرب ستذهب إلى ما بعد دور المجموعات ودور الـ16 ودور الثمانية، والحمد لله أن المغرب لم تخذلنا وحققت لها ولنا الفخر والعزة والكبرياء والنصر الكبير، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لنصر كبير.
نعم نحن العرب والفلسطينيين بحاجة لانتصار كبير حتى وإن كان على مستوى الرياضة وكرة القدم، فهي البدايات وسيكون النصر ثقافة العرب وسيتحقق نصر جديد إن شاء الله.
الأعزاء الفلسطينيين والعرب، لا تستحقروا صغيرة، إن كرة القدم جزء من هذه الحياة القاسية التي نعيشها، فقد عاشت أجيال كثيرة على وقع الهزائم على كل الأصعدة، واليوم بتنا بحاجة لتغيير هذه الحالة لنُكسب الأجيال القادمة ثقافة جديدة هي ثقافة النصر والقدرة على تحقيقه في كل مجال وفي كل مكان وزمان.
نعم، إنه النصر الذي يأتي بنصر آخر، فاليوم تحقق النصر في الملاعب وغداً نصر آخر على ساحات أخرى، وبالتالي يجب أن نُعزز ثقنا بأنفسنا وبقدرتنا على مجاراة الغرب والتقدم عليه في كل المجالات، كيف لا وقد كنا نتقدمهم ونتفوق عليهم في كل المجال العلمية والعسكرية وغيرها.
نعم إنها الأجيال يا سادة التي تحتاج لدفعة قوية وثقة بالله أولاً بأنها لا تقل عن الآخرين، فلم يعد هناك مجال لاستمرار شعور الأجيال بعقدة النقص أما الغرب وأعوانه الذين سرقوا حقوقنا وثقافتنا وتاريخنا.
لقد أجبر المنتخب المغربي احترامه واحترام العرب على الغرب والعالم، ولم يعد العرب قبل هذه المباراة كما سيكون بعدها، فالقادم سيختلف والحلم وسيكبر والطموح سيرتفع والعمل سيزيد بإذن الله.
فقبل كأس العالم 2022 في قطر لم يكن أكثر المتفائلين من العرب يتوقع أن يصل أحد المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في البطولة أن يصل أي منها إلى ما بعد دور الـ16 الذي كان أكبر أحلام العرب، ولكن المغرب قلبت الواقع الكروي العالمي ونجحت في تخطي ذلك إلى ما هو أبعد.
الآن يحق لنا أن نحلم بالكأس بعد الوصول إلى الدور قبل النهائي، نعم الكأس ولمَ لا ؟، فمنتخب المغرب الذي تصدر مجموعته بفوزين وتعادل ودون أن يُصيب أي منتخب شباكه سوى مرة واحد بهدف ذاتي، وتأهله لدور الـ16 وفوزه على إسبانيا بطل العالم بركلات الترجيح والحفاظ على الشباك نظيفة، ومن ثم التأهل لدور الثمانية والفوز على البرتغال بطلة أوروبا بهدف دون أن تهز شباكه بأي هدف بفضل الله وبفضل تألق الحارس الرائع ياسين بونو، قادرة على أن تُكرر ذلك في الدور قبل النهائي أمام الفائز من فرنسا وإنجلترا.
استعدوا أيها العرب والمسلمين لما هو قادم من فرح ومن حلم، فالقادم أجمل بإذن الله، فمن حقنا أن نفرح وأن نعتز بمغربنا العربي الذي رفع رأسنا عالياً وعلمنا أعلى في سماء المونديال، إنه التاريخ العربي الجديد يا عرب فلا تستغربوا ذلك.