بعد مفاجآت كثيرة اقتربت نسخة قطر ٢٠٢٢ من خط النهاية، قد يشهد النهائي معركة من بين معارك مثيرة محتملة، وهنا يلقي FIFA نظرة على مجموعة من المواجهات قد نشاهد إحداها في ١٨ ديسمبر.
بعد أن استمتع عشاق الساحرة المستديرة يوم الجمعة بمباراتين حافلتين بالإثارة والدراما في ربع نهائي كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ وفي ظل ترقب مباراتين مماثلتين يوم السبت، فإن استاد لوسيل قد يشهد يوم الأحد المقبل صداماً من بين صدامات محتملة ستحسم هوية المتوج بأم البطولات.
شهدت هذه النسخة الرائعة مجموعة من أعظم المفاجآت والقصص الفردية في تاريخ كأس العالم؛ بدءا من تعافي الأرجنتين من صدمة الخسارة أمام السعودية وبلوغها دور الأربعة، ومروراً بتسجيل جونسالو راموش في أول ظهور له في كأس العالم لأول ثلاثية في النهائيات منذ عام ١٩٩٠، ثم بحارس مرمى كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش الذي زرع خنجرًا في قلوب البرازيليين، الأمر الذي يؤكد أن نهائيات قطر كانت حافلة بالمفاجآت الكبيرة. ولهذا السبب نلقى نظرة على خمسة مواجهات مثيرة محتملة في النهائي الكبير الذي سيقام الأسبوع المقبل.
الأرجنتين ضد البرتغال
يا له من احتمال رائع أن يلتقي أبرز نجمين في عالم الساحرة المستديرة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية في سباق على الجائزة الكبرى التي يتوق إليها كلاهما.
فقد نجح ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بالتتويج بكل البطولات الممكنة على مستوى الأندية عدة مرات، كما حقق كل منهما النجاح القاري مع منتخب بلده، لكن لم يخف أي منهما توقه لتحقيق المجد العالمي.
كان من المفترض أن تكون هذه البطولة التي نودع فيها كوكبة من نجوم اللعبة الأكبر سناً، أن تكون هي كأس العالم التي يفسح فيها ميسي ورونالدو ولوكا مودريتش وغيرهم المشهد لمجموعة من الشباب مثل كيليان مبابي وجود بيلينجهام وكودي جاكبو. على الرغم من ذلك، لن يكون مفيداً استبعاد هاذين الخصمين اللدودين الذين يراهما الكثيرون خارج المقارنة، فقد يتوج أحدهما مسيرته الكروية اللامعة بالظهور على منصة التتويج الأكبر على الإطلاق.
كرواتيا ضد فرنسا
لم يتوقع الكثيرون أن يشهد نهائي روسيا ٢٠١٨ صداماً بين كرواتيا وفرنسا، كما توقع عدد أقل أن يتجدد الصدام في نهائي نسخة قطر ٢٠٢٢.
ومع ذلك، فإن كرواتيا تسير على نفس الطريق الذي سارت عليه في نهائيات روسيا، حيث أثبتت قدرتها على مجاراة كل الخصوم والحفاظ على هدوئها في مرحلة خروج المغلوب. تواجه فرنسا تحديًا قويًا في ربع النهائي حين تلتقي انجلترا، ولكن في ظل تألق مبابي، يبدو أن كتيبة ديدييه ديشان ستواصل مسيرتها نحو النهائي.
لم يسبق وأن شهد كأس العالم نهائي مكرراً منذ مواجهتي ألمانيا الغربية والأرجنتين في نسختي ١٩٨٦ و١٩٩٠. لكن بعد المباراة الرائعة التي شهدت ستة أهداف في نسخة روسيا، لن بتذمر أحد إذا تجددت المعركة مجدداً بين فرنسا وكرواتيا الأسبوع المقبل.
كرواتيا أو الأرجنتين ضد المغرب
لا شك أن منتخب المغرب قد وطّد نفسه كأحد أقوى منتخبات البطولة أيا كانت نتيجة مبارياته المقبلة.
لكن كتيبة وليد الركراكي – لما تتمتع به شجاعة وقوة - لا تخشى أن تفصح عن هدفها بأن تحل محل فرنسا على عرش كأس العالم.
يحمل المغرب على عاتقه آمال قارة أفريقيا والعالم العربي. فإذا تغلبت على البرتغال في دور الثمانية سيكون المغرب أول منتخب من المنطقتين يبلغ نصف نهائي كأس العالم. وستكون الاحتفالات، إذا نظرنا إلى ردود الأفعال على فوز المغرب في دور الـ ١٦ على إسبانيا، طويلة وحماسية. ولك أن تتخيل ما قد يحدث إذا وصل أسود الأطلس إلى نهائي المحفل العالمي الكبير.
لا شك أنه لا يمكن التهوين أبداً من حجم هذا الإنجاز؛ فهو سيجعل هذه المناطق الكروية تؤمن بأنها قادرة على منافسة عمالقة اللعبة؛ وأن منتخباتها قادرة على الظهور على منصة تتويج أكبر البطولات.
الأرجنتين ضد إنجلترا
ترى كيف ستثير هذه المباراة المشاعر على الشواطئ الإنجليزية. فبسؤاله بعد عدة سنوات من هزيمة إنجلترا في نصف النهائي أمام ألمانيا الغربية في نهائيات إيطاليا ١٩٩٠ ما إذا كان لا يزال يفكر في المباراة، أجاب مدرب الأسود الثلاثة آنذاك بوبي روبسون، "ليس حقًا، حوالي خمس مرات في اليوم فقط".
ينطبق الأمر ذاته على مشجعي إنجلترا الذين يتذكرون خروجهم في نهائيات المكسيك عام ٨٦ بهدف دييجو مارادونا الذي أحرزه بيده. كذلك فقد حطّمت الأرجنتين أحلام إنجلترا مرة أخرى في دور الـ ١٦ في فرنسا ١٩٩٨، حيث تأهلت بركلات الترجيح بعد مباراة قوية ورائعة حصل فيها ديفيد بيكهام على واحدة من أشهر البطاقات الحمراء في تاريخ كأس العالم. بعد أربع سنوات، حقق بيكهام نوعاً من الثأثر حين سجل الهدف الوحيد في مباراة جمعت المنتخبين بعد أربع سنوات في مرحلة المجموعات.
لذلك، فإن مباراة بين الأرجنتين وإنجلترا في نهائي كأس العالم ستكون بلا شك من عالم آخر. ستكون مباراة سنظل نتذكرها لسنوات قادمة.
الأرجنتين ضد فرنسا
الملك في مواجهة وريث عرشه. ميسي يمضي في مهمة ليكلل واحدة من أعظم المسيرات الكروية بالتتويج بكأس العالم الذي يتوق إليه منذ أن خاض منافسات البطولة لأول مرة قبل ١٦ عامًا.
شهدت نهائيات البرازيل ٢٠١٤ أكثر مرة اقترب فيها من رفع الكأس حين خسرت الأرجنتين المباراة النهائية بهدف سجله ماريو جوتزه، الذي أطلق عليه مدرب ألمانيا آنذاك يواخيم لوف لقب "الولد المعجزة" بعد هذه المباراة مباشرة. يمكن لمبابي، وهو ثاني مراهق يهز الشباك في نهائي كأس العالم بعد بيليه، أن ينسب هذا اللقب لنفسه الآن.
قد سبق لمبابي صاحب السرعة الخاطفة والبالغ من العمر ٢٣ عامًا التتويج بكأس العالم. أما ميسي فسيفكر في ظهوره الخامس في أم البطولات أنه قد حان دوره لرفع الكأس. هل سيفوز ميسي بلقبه الأول أم يتوج مبابي بلقبه الثاني؟ علينا أن ننتظر قليلاً لنعرف الإجابة على هذا السؤال المثير.