فلسطين أون لاين

تمتاز بإنتاجية أعلى من التقليدية

دعوات للاهتمام بالزراعة المائية في غزة

...
دعوات للاهتمام بالزراعة المائية في غزة
غزة/ رامي رمانة:

دعا مزارعون وخبراء في الزراعة والري، المؤسسات الرسمية والأهلية، إلى إعطاء الزراعة المائية مزيدًا من الاهتمام في قطاع غزة، الذي يعاني في الأساس نقصًا في المياه، وضيق مساحة الأراضي الزراعية، مؤكدين أنّ الزراعة المائية إن أُحسن استثمارها فإنّ إنتاجها ضعف إنتاج الزراعة التقليدية وأسرع نموًّا، إلى جانب أنها آمنة لأنها تعتمد على المواد العضوية في التغذية.

فالمزارع إياد العطار من بيت لاهيا شمال القطاع، له تجربة سابقة في الزراعة المائية استمرت عدة سنوات، لكنه توقف عن مزاولتها لأنها تحتاج إلى تكلفة مالية لا يستطيع أن يُغطّيها من حسابه الخاص.

يقول العطار لصحيفة "فلسطين": "نجحت منذ عام 2012 وحتى 2019 في الزراعة المائية، إذ كنت أزرع في مساحة زراعية محدودة: الخس، والخيار، والبندورة، والنباتات العطرية، لكن نظرًا للتكلفة المرتفعة، عزفت عن ذلك".

والزراعة المائية، هي أحد الأنظمة الزراعية الحديثة ذات الفاعلية القائمة على أساس استنبات المحاصيل في الماء دون التربة؛ وبعض المغذيات بكميات متفاوتة، إضافة إلى ضوء الشمس، لإنتاج خضراوات وفواكه أكثر جودة وأقل تكلفة، في مساحات صغيرة ومحدودة، وهي محاولة لاستثمار بعض الأماكن في غياب تربة صالحة للزراعة، مثل أسطح المنازل في المدن، أو عند تعذر استخدام التربة لارتفاع ملوحتها، كما في المناطق الصحراوية.

وعدَّ العطار أنّ الزراعة المائية، على الرغم من إنتاجها الجيد، تكلفتها عالية، وتحتاج إلى دعم جهات رسمية وأهلية، مبينًا أنّ تكلفة الدونم الواحد في الزراعة التقليدية "التربة" نحو (10) آلاف دولار، على حين أنّ تكلفة الدونم في الزراعة المائية (30) ألف دولار. 

ولفت العطار إلى أنّ الزراعة المائية تأخذ نمطين، "الكيميائية" وفيها يُضاف إلى الماء محاليل مغذية، والزراعة "العضوية"، وفيها يُضاف إلى الماء مخلفات الأسماك المحتوية على عناصر النتروجين والفوسفات والكالسيوم التي تحتاج إليها الزراعة لمساعدة النبات على النمو.

وأضاف العطار أنّ إنتاجية الدونم الواحد في الزراعة المائية ضعف الزراعة التقليدية وأكثر نموًّا.

ودعا وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية إلى إضفاء مزيد من الاهتمام على هذا الأسلوب من الزراعة، خاصة أنّ قطاع غزة مساحته ضيقة جدًّا ويعاني نقص المياه.

من جهته قال المزارع خالد ماضي، إنه يزرع الخسَّ منذ ثلاث سنوات في فناء منزله باستخدام الزراعة المائية، وأنه اهتدى إلى ذلك من خلال إطلاعه على تجارب الآخرين، مشيرين إلى حضوره وُرشًا نظمتها إحدى الجمعيات الزراعية في منطقة سكناه في جنوب القطاع تعرف خلالها إلى أسلوب وطرق الزراعة المائية.

وبيّن ماضي لصحيفة "فلسطين" أنّ ثقافة المزارعين تجاه الزراعة المائية ما تزال محدودة، وأنّ المزارع يُحاول قدر الإمكان البحث عن أساليب أقل تكلفة، لأنه يعدُّ الزراعة مصدر رزق له ولأسرته، فلو كانت التكلفة عالية فإنه يعزف عن تجربة أساليب زراعية حديثة أو حتى زراعة نباتات لا تعطي عائدًا ماليًّا له.

بدوره، قال عميد كلية الزراعة في جامعة الأزهر السابق د. خليل طبيل: إنّ الزراعة المائية من الأساليب الزراعية الحضرية الحديثة التي بات العالم يتبعها، وإنّ وجودها في فسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص أمرٌ ضروريٌّ خاصة أنّ قطاع غزة يعاني نقص المساحة الزراعية من جراء ضيق المساحة الجغرافية والتكدُّس السكاني.

وأضاف طبيل لصحيفة "فلسطين" أنّ الزراعة المائية تُوفّر عناصر أساسية تحتاج إليها الزراعة كالسماد والماء وتتغلب على أمراض التربة، لذا لا بد من التوسع فيها.

وعدّد طبيل مميزات الزارعة المائية، منها توفر الماء بنسبة (90%)، وكثافة الزراعة، إذ إنّ إنتاجية مساحة متر مربع واحد يعطي إنتاجًا مُساويًا لنصف دونم، لأنّ الأشتال في الزراعية المائية قريبة من بعضها بعضًا.

ولفت طبيل إلى أنّ الزراعة المائية تحتاج إلى دعم ومساندة من جانب المؤسسات المجتمعية والأهلية المعنية خاصة في تدريب المزارعين على استخدام المحاليل المُغذّية ونسب الخلط.