الارتقاء بشجاعة منقطعة النظير قدَّمها المقاوم مجاهد الريماوي في وسط الضفة الغربية قبل أيام، ليقدِّم نموذجًا جديدًا من المقاومين؛ يقاتل بشجاعة، ويواجه جنود الاحتلال، ويحول حياتهم إلى جحيم.
نحن أمام نماذج عدة للمقاومين في الضفة الغربية أغلبهم استشهاديون خلال العمليات أو التصدي للاجتياحات التي ينفذها الاحتلال في المدن الفلسطينية، ليمثل عام 2022 فارقة مهمة في العمل المقاوم في الضفة، وخاصة بعد معركة سيف القدس، حيث لم يعد من السهل على الاحتلال اجتياح المدن، وتنفيذ عمليات الاعتقال، أو قيام المستوطنين بعمليات توغل كما كان يحدث في نابلس وبيت لحم، وانتقال المقاومة من شمال الضفة في جنين ونابلس، إلى رام الله والخليل وبيت لحم، إضافة للاشتعال الدائم للقدس.
سلواد وقرى رام الله، التي ينتمي لها الشهيد مجاهد الذي قدم النموذج للأسير الذي قضى ما يقارب 9 أعوام في سجون الاحتلال منها 7 أعوام متواصلة، واعتقال ثلاث مرات، خلال سنوات عمره التي لم تتجاوز 32 عامًا، لكنه رفض الاستمرار في ذل السجن، وتنفيذ عدة عمليات متوالية ضد مواقع الاحتلال إلى حين ارتقائه شهيدًا، ليكون الأسير والمطارد والاستشهادي.
مجاهد ضمن 109 شهداء ارتقوا في الضفة الغربية من مجموع 160 شهيدًا فلسطينيًّا في عام 2022، مقارنة بـ88 شهيدًا ارتقوا في الضفة خلال عام 2021، بعمليات قتل وإرهاب ارتكبها جنود الاحتلال ومستوطنيه.
نموذج مجاهد سيبقى وسيرافقنا خلال عام 2023، بل يمكن أن يكون أكثر سخونة مع بروز حكومة يمين اليمين المتطرفة الإرهابية التي أعلنت مشاريع استيطانية واسعة وعمليات تهجير وقتل في النقب المحتل، والسيطرة على المثلث الفلسطيني في الشمال، وتحويل الضفة إلى سجون ضد الفلسطينيين ومصادرة الأراضي واستيطانها بعد تهجير أهلها، وكذلك اقتحام الأقصى وتنفيذ التقسيم الزماني والمكاني، والاستمرار في سياسة محاصرة قطاع غزة، وخطة الحكومة القادمة ضد الأسرى.
كلها ملفات ستقود لتفجير الأوضاع، وسيتصدى لها رفاق مجاهد وزملاء عدي التميمي، وإخوة محمد الجعبري، وسيقودها رفاق إبراهيم النابلسي، مستندين لغزة التي تمثل الحصن والسند الذي يتجهز لمواجهة حكومة الإرهاب في تل أبيب.