قالت مجموعات "عرين الأسود" إنها لا تزال صامدة رغم الجراح والخذلان، وأن من يظن أنها قد انتهت فهو واهم.
جاء ذلك خلال بيان "عرين الأسود" ألقاه أحد مقاتليها خلال عرض عسكري بمشاركة العشرات من مقاتليها في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف: "نقول لكل من يظن أن العرين قد انتهى: إنكم واهمون، فالعرين لا يزال صامدًا رغم الجراح والخذلان، وأننا ندرس ونتعلم ونأخذ العبر ونغيّر الإستراتيجيات والتكتيك ونفاجئ العدو في ساحات المعارك".
وجاء العرض خلال حفل تأبين القائد العام لـ"عرين الأسود" الشهيد وديع الحوح وكوكبة من شهدائها الذين ارتقوا خلال الفترة الأخيرة.
وأقيم حفل التأبين في باب الساحة وسط البلدة القديمة، بحضور حاشد من المواطنين وأهالي الشهداء.
وشدد البيان على أن انتماء "عرين الأسود" لفلسطين وأنها تؤمن بوحدة الدم والنضال ووحدة البنادق، وأن بوصلتها فلسطين والقدس، وأن انتماءها للمولى والوطن.
وأشار إلى أن "العرين" يضم أبناء فصائل المقاومة جميعها، لافتا إلى أن الشهيد الحوح قدم الغالي والنفيس واحتضن في "حوش العطعوط" جميع أطياف المقاومة.
واستذكر شهداء العرين تامر الكيلاني قائد وحدة الاستشهاديين، وحمدي القيّم مسؤول وحدة التصنيع، وسائد الكوني أحد مقاتلي النخبة، ومحمد حرز الله ومشعل البغدادي وفاروق سلامة.
وعادت خلايا المقاومة في نابلس للظهور مع بداية العام الجاري، وجاء استشهاد المقاومين الثلاثة (محمد الدخيل وأشرف مبسلط وأدهم مبروكة) في الثامن من فبراير/شباط الماضي ليوقد شرارة هذه المقاومة ويعززها أكثر.
وتوسعت خلايا المقاومة وانضم لها عدد أكبر من المقاومين، وفي الـ24 من يوليو الماضي، استشهد العضوان البارزان في المجموعة محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح في اشتباك مع قوات الاحتلال، ونجا من محاولة الاغتيال المستهدفَان الرئيسان المطاردان إبراهيم النابلسي ومصعب اشتية.
وفي التاسع من أغسطس الماضي استشهد إبراهيم النابلسي في اشتباك مع قوات الاحتلال رفقة الشهيد إسلام صبح.
وخلال حفل تأبين الشهيدين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح أُعلن إطلاق مجموعة "عرين الأسود" كجسم عسكري جامع لعناصر المقاومة من الفصائل الفلسطينية في نابلس.
وفي ذاك التاريخ وعند شارع حطين وسط مدينة نابلس ظهر مقاومو "العرين" بكامل عدتهم وعتادهم في صورة منظمة أبهرت جموع الفلسطينيين ممن حضروا المهرجان ومن تابعوا المشهد إعلاميًّا، وأغاظت بالمقابل الاحتلال الإسرائيلي الذي راح يُحرِّض عليه وأعلن ملاحقته من ناحية أخرى.
وهناك أيضا أعلن ميثاق العرين وبرنامجه المقاوم على لسان أحد الملثمين الذي تلا بيان الانطلاق، ليكشف أن دماء الشهيدين محمد العزيزي (23 عامًا) مؤسس العرين و"المشتبك المخفي" ورفيقه عبد الرحمن صُبُح "أسد الاشتباكات" التي سالت بين أزقة البلدة القديمة كانت الجذوة والصحوة التي أحيت روح المقاومة المتجذرة فيها أصلا.
وفي 25 أكتوبر الماضي، اغتال الاحتلال القيادي البارز في "عرين الأسود" وديع الحوح خلال اشتباك مسلح مع عناصر العرين داخل البلدة القديمة في نابلس.