حملت "زهافا جالؤون" رئيسة حزب مريتس الإسرائيلي رسالة السيد محمود عباس إلى الإسرائيليين، ونقلتها لهم بأمانة فقالت: إن عباس أبلغها أن السلطة قلصت تحويل الأموال إلى قطاع غزة بنسبة25 % ، بعد تشكيل حماس للجنة الإدارية، وإذا لم يحصل تغيير بالقريب العاجل فستقلص السلطة الدعم عن غزة بنسبة 100%.
لقد أراد محمود عباس أن يؤكد للإسرائيليين تمسكه بالمفاوضات نهجاً لا حياد عنه، ويؤكد وقوفه في وجه المقاومة الفلسطينية بحزم، واستعداده لاتخاذ إجراءات عقابية ضد السكان الفلسطينيين الداعمين للمقاومة بالقدر الذي لا يقوى عليه أعتى المتطرفين الصهاينة.
وكانت المفاجأة في رد زهافا جالؤون، والتي حرصت على إيصال رسالتها الإنسانية إلى المجتمع الفلسطيني من خلال ردها على محمود عباس، حين قالت له: "أنا يهودية، ولست من مؤيدي حركة حماس، ولا أدعم الحكومة التي أقامتها، لكن تقليص الأموال المدفوعة لصالح كهرباء غزة يعد بمثابة عقاب جماعي لسكان غزة، واختيار غير صحيح وغير شرعي، وأنها قلقة من الوضع الإنساني لسكان قطاع غزة!.
فأين رسالة التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها تنظيم حركة فتح إلى المجتمع الفلسطيني؟ وما موقف جميع القوى السياسية والشعبية من إجراءات عباس العقابية ضد سكان قطاع غزة؟.
أزعم أن خطوة محمود عباس القادمة ضد قطاع غزة لن تمر بسهولة على تنظيم حركة فتح، ولا سيما بعد تعليق قادة الحركة كافة أنشطتهم التنظيمية اعتراضاً على إجراءات محمود عباس العقابية، وهذا موقف وطني يسجل لقيادة حركة فتح، وفي تقديري أن قادة الحركة في غزة قد أضحوا جاهزين للتعاون مع بقية التنظيمات الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد والشعبية وغيرها، لتنسيق خطوات عملية ضد إجراءات عباس العقابية، ومن ضمنها:
مطالبة عباس بالتوقف عن جباية الضرائب من غزة، طالما سيتوقف عن تحمل المسؤولية، فلا يصير أن يكون عباس هو صاحب الولاية، وقابض الجباية، والمتهرب من الرعاية.
وفي حالة رفض عباس تقديم نصيب غزة من الضرائب إلى لجنة وطنية تمثل تآلف التنظيمات الفلسطينية، تأتي الخطوة التالية، وتتمثل بالتوجه إلى جامعة الدول العربية، للمطالبة بنصيب غزة من الضرائب، ونصيبها من المساعدات العربية، لتكون الخطوة التالية، التوجه إلى المجتمع الدولي، وفي تقديري أن (إسرائيل) سترحب بهذه الخطوة الانفصالية بين غزة والضفة الغربية، والتي مهد لها عباس الطريق عملياً بقطع الكهرباء، وقطع الرواتب، والإحالة إلى التقاعد، وأزعم أن لا مانع لدى (إسرائيل) من مد غزة بالكهرباء، وتحصيل ثمنها من الضرائب التي تجبى من غزة.
ملاحظة: وصول زهافا جالؤون إلى رام الله يؤكد على تواصل التنسيق الأمني بين قيادة السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، ولا مصداقية لقرار تجميد كافة أشكال التواصل مع الإسرائيليين.