فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الحلم العربي الكروي على الأبواب

مع بدء تصفيات كل نسخة من نُسخ بطولة كأس العالم التي تعتبر أكبر تجمع كروي في العالم يُقام كل أربعة أعوام، يبدأ العرب في التحضير من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو التأهل للنهائيات، وهو حلم جميع الدول العربية بمن فيها الدول التي اعتادت التأهل، لأن التأهل بحد ذاته حلم منفصل عن كل الأحلام.

ومع تأهل أيٍ من المنتخبات العربية، يبدأ التحضير لحلم جديد وهو اجتياز دور المجموعات الذي لم يتحقق سوى أربع مرات، الأولى للمغرب في كأس العالم 11986، والثاني للسعودية في مونديال 1994، والثالث للجزائر في مونديال 2014، والرابع للمغرب في مونديال قطر 2022.

أحلام العرب كانت تقف عند التأهل للنهائيات أولاً، ومن ثم حلم اجتياز دور المجموعات إلى دور الـ16 الذي يُعتبر أقصى أماني العرب، ولكن اليوم وبعد اجتياز المغرب لهذا الدور والوصول إلى دور الثمانية الكبار، فإن حلم جديد يُراود ليس المغرب فحسب، بل العرب أجمع، وهو حلم اجتياز دور الثمانية وصولاً إلى الدور قبل النهائي، أي دور الأربعة الكبار في العالم.

ولا أعتقد أن كأس العالم 2022 سيشهد توقف الحلم العربي عند دور الثمانية، لا سيما وأن المنتخب المغرب رفع سقف طموحنا وأحلامنا كعرب لكي نحلم بإنجاز جديد وهو الوصول إلى الدور قبل النهائي، والذي قد لا يكون الحلم الأخير في هذه النسخة العربية الإسلامية بامتياز.

إن تنظيم العرب لكأس العالم ممثلة في دولة قطر التي أبهرت العالم بتقديم أروع وأجمل وأقوى نُسخة من نٌسخ كأس العالم، جعلنا كعرب نريد هذه النسخة لتكون عربية بامتياز من خلال الحلم الأكبر الذي لم يتحقق من قبل، وهو الفوز بلقب هذه النسخة، لكي نؤكد أنها النسخة التي تم تنظيمها لتكون عربية من الألف إلى الياء.

إن هذا الحلم وهذا الطموح له ما يكفي من مقومات لتحقيقه، وذلك من خلال المنتخب العربي المغربي الذي أبهر العالم بإطاحته بالمنتخب الإسباني بطل مونديال 2010 وصاحب أقوى دوري في العالم.

فالمنتخب المغربي يضم نخبة من خيرة لاعبي العالم ابتداء من حارس المرمى العالمي ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية الإسباني الذي كان عنوان وسبب تأهل المغرب لدور الثمانية، مروراً بكوكبة من النجوم في جميع الخطوط، حكيمي، سايس، أكرد، مزراوي، أملاح، سفيان أمرابط، أوناحي، زياش، النصيري وبوفال، وهم قادرون على تحقيق إنجاز غير مسبوق عربياً وقارياً ودولياً.

المنتخب المغربي الذي تأهل لكأس العالم ست مرات، وتأهل إلى ثُمن نهائي مونديال 1986 وبطل كأس أفريقيا 1976 والمُصنف (22) على العالم، والذي يقوده المدرب المحلي وليد الركراكي، يستطيع أن يُحسن كل أرقامه في هذه البطولة.

المنتخب المغربي تأهل على حساب إسبانيا صاحبة أعلى نسبة تمريرات ناجحة في المباراة وفي البطولة، وصمد 120 دقيقة رغم الإصابات والإجهاد الكبير للاعبيه، يستطيع أن يُكرر ذلك في مباراته القادمة أمام البرتغال التي لم تكن ولن تكن أفضل من إسبانيا وغيرها.

اليوم لم يعد هناك حدود للفرح العربي ولم يعد هناك حدود للحلم العرب، فقد بنتا أكثر من أي وقت مضى أمام فرصة ربما لن تتكرر مستقبلاً، وبالتالي علينا أن نستثمر الفرصة، فالفرص لا تأتي كل يوم ولا كل مونديال، إنها الفرصة التي تحتاج لرجال لانتهازها ورسم خارطة جديدة لكرة القدم العالمية.