يأبى كأس العالم قطر 2022 أن ينتهي دون أن يترك بصمة عربية على هذه النسخة التي حارب العالم بأسره مُنَظِمتها قطر لكي لا تحظى بتنظيمها أو على الأقل أن تفشل في تقديم شيء مميز خلالها، وذلك لاعتبارات عنصرية ضد العرب والمسلمين، فأبهرتهم قطر والجماهير العربية في التنظيم وفي كل شيئ، وأبهرتهم منتخباتها العربية الأربعة التي شاركت في البطولة بتحقيق نتائج غير مسبوقة وأرقام جديدة مُرشحة للمزيد.
فقد تحقق أمس أول تأهل عربي لدور الثمانية في تاريخ بطولة كأس العالم منذ انطلاقها قبل (92) عاماً والتي سيطرت عليها منتخبات القارتين الأوروبية وأمريكا الجنوبية، فيما لم تتكمن بقية القارات وفي مقدمتها آسيا وأفريقيا من تحقيق اللقب، واكتفاء آسيا بتأهل كوريا الجنوبية لنصف نهائي نسخة 2002، واكتفاء أفريقيا بتأهل أربعة منتخبات لدور الثمانية فقط وهي الكاميرون في نسخة (1990) وبعدها السنغال في نسخة (2002) ومن ثم غانا في نسخة (2010).
ولقد عشنا على أطلال بعد تغلبنها عليه أمس في دور الـ16 بركلات الترجيح (3 – 0) بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي.
وهذه أفضل نتيجة لمنتخب عربي في تاريخ المونديال، بعد بلوغ المغرب (1986)، السعودية (1994) والجزائر (2014) ثمن النهائي سابقاً.
وهي المرة الثالثة التي تودع فيها إسبانيا ثمن النهائي في 8 مناسبات، والمرة الأولى التي تخسر فيه أمام منتخب غير أوروبي.
لم تكن مُصادفة أن يشهد أول كأس عالم يُقام في بلد عربي أن يشهد تحقيق ثلاث انتصارات عربية على أبطال عالم، فقد بدأت الإنجازات بفوز السعودية على الأرجنتين بطلة كأس العالم مرتين (1978 و1986)، ومن ثم فوز تونس على فرنسا بطلة كأس العالم مرتين (1998 و2018)، ومن ثم فوز المغرب على إسبانيا بطلة كأس العالم 2010.