حماس انطلقت قبل 35 عامًا لتحافظ على المشروع الوطني وتصون المقدسات الإسلامية والثوابت الوطنية، وتؤكد الهوية الفلسطينية عبر مواصلة العمل المقاوم والكفاح المسلح والنضال الشعبي، وكل طرق مواجهة الاحتلال حتى التحرير بإذن الله، فقد حرصت على فرض معادلات إستراتيجية ثابتة للصراع مع العدو الصهيوني على الرغم من تعرضها للملاحقة والمطاردة والإبعاد والاعتقال والاغتيال والحصار وتصنيفها بالإرهاب، لأنها تمثل حقًّا فلسطينيًّا مشروعًا يدلل على أن فلسطين عربية من البحر إلى النهر والقدس عاصمتها الأبدية، ففلسطين قضيتنا والمحتل عدونا، والدفاع عن شعبنا ومقدساتنا هو حق مشروع كفلته الاتفاقات والمعاهدات الدولية، ولشعبنا الحق في تقرير المصير وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى من قضبان الاحتلال وحماية المقدسات من اقتحامات المستوطنين والتصدي لانتهاكات التدنيس والتهويد والاستيطان، فمن غير المقاومة جدير بحفظ المشروع الوطني وحماية المقدسات والثوابت؟
حرصت حماس على دخول الانتخابات التشريعية بهدف حماية المقاومة وتشكيل جسم سياسي وطني يكفل مشروعية حفظها وصيانتها داخل المؤسسات الرسمية والتصدي لتصنيفها بالإرهاب فمثلت نموذجًا ازدواجيًّا بين الحكم والمقاومة.. فانطلقت رفضًا لانتزاع الأراضي المسلوبة وبناء المغتصبات الاستيطانية ووقف سياسة الظلم والقهر لشعبنا واستباحة مقدساتنا.. وإيقاظ ضمائر اللاهثين خلف السلام الهزيل والاتفاقات العبثية والتنسيق المدنس فقد شكلت مسارًا واضحًا وتحولًا إستراتيجيًّا أمام هذه الروح القتالية التي تسكن في صدور هؤلاء الشباب الثائر، وقد استطاعت بجمع البيت الفلسطيني في غرفة مشتركة بجميع ألوانه وأطيافه ونفذت عمليات عسكرية تحت اسم الركن الشديد بقيادة جيش القسام، لتؤكد تماسك الجبهة الوطنية وتحفظ وحدة القرار السياسي ووحدة الصف الداخلي، كما عملت على توحيد جغرافية الوطن بلغة الدم والشهادة على درب الجهاد حتى النصر والتحرير، وتمسكت بالثوابت وأصرت على تحقيقها وتوارثها بين الأجيال.
حماس بعد 35 عامًا تقارع المحتل ليذوق الويلات وما زالت تقف له بالمرصاد.. هذا القدر الذي سيقتلع جذور كيانهم ويقض مضاجع وهمهم فمعركتنا مع العدو المحتل معركة عقيدة وهوية ووجود وحياة.. ولن تتوقف المعركة ما دام المحتل يغتصب حقنا ويسلب وطننا ولن يرى فيها إلا الجحيم والموت الزؤوم ولغتنا معه هي لغة البندقية التي نسطرها بالدم والشهادة.. وخاضت جولات وصولات مع العدو الصهيوني كانت آخرها معركة سيف القدس منتصف عام 2021م، ذلك سيف الحق الذي ما زال مشرعًا ومصلتًا على المحتل استجابة لنداء المرابطين المقدسيين في المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح عندما وجهوا استغاثتهم للقائد محمد ضيف فجاء الرد من غزة الأبية لتزلزل الأرض تحت بني يهود واستطاعت توحيد جبهات القتال في عدة ساحات داخل الأراضي المحتلة، هنا فرضت معادلات إستراتيجية في العمل المقاوم والكفاح المسلح وكسرت مركز الظلم العالمي وقبلة التطبيع العربي وأربكت معادلات منظومة الاحتلال الأمنية والاستخبارية والعسكرية حتى وصل الأمر بالعدو إلى عدم قدرته السيطرة على جبهته الداخلية.. فالمقاومة شَرعَت سيفها بهدف تحرير المقدسات وحماية الثوابت الوطنية، فمن يلعب بالنار يكتوي بها.. فنحن أصحاب الحق والعاقبة للمتقين.. ولتعلمُن نبأه بعد حِين.