فلسطين أون لاين

عشرات الفلسطينيين يتظاهرون ضد سياسة هدم المنازل بالقدس

تقرير 12 عائلة تعيش شبح الترحيل في سلوان

...
تظاهرة احتجاجية ضد التهجير في سلوان - أرشيف
 القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

أخذ المقدسي عيد شاور يضرب كفًّا بكف وهو ينظر إلى شقته في الطابق الثاني في عمارة سكنية مهددة بالهدم بأمر من سلطات الاحتلال في حي واد قدوم ببلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.

وتعيش 12 عائلة مقدسية في الحي هاجس الهدم وشبح الترحيل بعد انتهاء مهلة تنفيذ قرار الهدم الذاتي، إذ من المقرر اليوم أن تنفذ سلطات الاحتلال قرارها. 

وتظاهر عشرات الفلسطينيين، أمس، قبالة مقر بلدية الاحتلال في القدس ضد قرار هدم العمارة السكنية، وهتفوا ضد ممارسات الاحتلال وهدم المنازل.

وتتألف العمارة السكنية من أربعة طوابق، يعيش فيها نحو 95 فردًا منهم أطفال ونساء وكبار السن وحالات طبية وإعاقات.

وكانت سلطات الاحتلال، قد أصدرت الخميس الماضي، قرارًا يقضي بهدم عمارة سكنية في حي واد قدوم، ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يصدر قرارًا بهدم بناية سكنية في سلوان

وقال شاور لصحيفة "فلسطين": إنّ سكان العمارة استنفدوا كلّ السبل لمحاولة منع أمر الهدم، كالتوجه إلى المحاكم وبلدية الاحتلال ومحاولة تأجيل الهدم، والحصول على الترخيص لكن دون جدوى، مؤكدًا أنّ الساعات القادمة ستكون حاسمة جدًّا بشأن الهدم أو إلغائه.

وبيّن شاور أنّ بلدية الاحتلال فرضت عليهم شروطًا تعجيزية من أجل الحصول على تراخيص العمارة، منها توفير أراضٍ في محيط المبنى لوقف الهدم وإلغائه.

وذكر أنّ سكان العمارة تفاجأوا مساء الخميس الماضي بإرسال بلدية الاحتلال إخطارًا بإخلائها من أجل هدمها اليوم، ما جعلهم في حيرة من أمرهم والخشية والترقب أن تُقدم جرافات الاحتلال على تنفيذ عملية الهدم في أيّ لحظة.

تهجير المقدسيين

ولا يختلف الحال كثيرًا عن عائلة برقان، التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب بموجب إبلاغها بقرار الهدم.

وذكر مؤيد برقان، أنّ عائلته المكونة من 9 أفراد، لم تذُق للنوم طعمًا منذ الخميس الماضي خشية هدم العمارة السكنية التي يعيشون فيها، متسائلًا: "أين نذهب؟ وأين سنسكن؟".

ويخشى برقان في حديث لصحيفة "فلسطين" أن يكون مصير أسرته في العراء إذا هُدم المبنى، بعد أن سكنته في عام 2014، لافتًا إلى أنّ الأهالي طرقوا كلّ الأبواب ودفعوا الكثير من الأموال من أجل الحصول على ترخيص للبناء لكن دون جدوى.

وأكد أنّ الاحتلال يمارس سياسة عنصرية بحقّ الفلسطينيين ومنعهم البناء، في حين يسمح للمستوطنين بالبناء والحصول على تراخيص من أجل تضييق الخناق على المقدسيين ودفعهم لمغادرة أراضيهم لصالح الاستيطان ومشاريعه.

وحذّر برقان من محاولات الاحتلال هدم المبنى السكني الذي يقيمون فيه، معتبرًا ذلك مقدمة لهدم العديد من المباني والمنازل السكنية في الأيام القادمة، داعيًا كلّ المعنيين وأبناء الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب أصحاب المنازل المهددة بالهدم والعمل على إفشال مخططات الاحتلال بهدمها وتهجير سكانها منها.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يجبر عائلة مقدسية على هدم منزلها في سلوان

وهدمت قوات الاحتلال نحو 8 آلاف و746 مبنًى فلسطينيًّا، وهجّرت نحو 13 ألف مواطن، وألحقت الضرر بقرابة 152 ألف مبنًى آخر، منذ عام 2009، وحتى نهاية آب/أغسطس 2022 الماضي، وِفق تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا".

شروط تعجيزية

وأكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تايه، أنّ الاحتلال يعمل جاهدًا لتصفية الوجود العربي في مدينة القدس المحتلة.

وقال أبو تايه لصحيفة "فلسطين": إنّ الاحتلال يُضيّق الخناق على سكان القدس، من خلال الشروط التعجيزية في إصدار تراخيص بناء المنازل للمقدسيين.

وأضاف: أنّ الاحتلال لا يتوانى في استخدام كلّ الأساليب الوقحة والمخادعة لتجريد المقدسي من ممتلكاته وتهجيره من المدينة المقدسية، مؤكدًا أنّ الاحتلال يعمل منذ عام 1967، على تهجير سكان القدس الأصليين، وحرمانهم تراخيص البناء في محاولة منها لتصفية الوجود المقدسي بالمدينة المحتلة.