فلسطين أون لاين

ماذا سيفعل سموتريتش بملف الضفة الغربية؟

بداية، لا خوف على الضفة الغربية أرضاً وشعباً، فعلى أرض الضفة الغربية أهلها الذين سيدافعون عن كل شبر منها، ولن يخذل الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده الضفة الغربية، التي أمست محور السياسة الإسرائيلية، ومحط أطماع الأحزاب الصهيونية، التي انتظرت هذه الفرصة، لتنقض على الأرض نهباً، وعلى الشعب ذبحاً. 

المؤامرة على أرض الضفة الغربية تكشفت خيوطها بالاتفاق الذي أبرم بين حزب الليكود من جهة، وحزب الصهيونية الدينية من جهة أخرى، إذ يقضي الاتفاق بأن يُّعيّن سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية وزيراً في وزارة الجيش، سيكون مسؤولا عن إدارة المستوطنات وتطورها وشرعيتها على أرض الضفة الغربية، وسيكون لهذا الوزير الصهيوني المسؤولية الكاملة عن "الإدارة المدنية" التي تدير شأن الفلسطينيين على أرض الضفة الغربية، وسيكون هذا الوزير الصهيوني هو المسؤول عن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك يعني انتقال الضفة الغربية شعباً وأرضاً من يد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الضفة الغربية إلى يد الأحزاب السياسية الإسرائيلية التي ستدير شأن الضفة الغربية، وعلى رأس هذه الأحزاب المتطرفة حزب الصهيونية الدينية.

هذا الاتفاق الموقع بين الليكود والصهيونية الدينية لا معنى له غير الضم الفعلي لأرض الضفة الغربية، وقد جاء هذا الاتفاق متمماً لاتفاق سابق أُبرم بين حزب الليكود، وبين حزب العظمة اليهودية، الاتفاق الذي أطلق على وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية اسم وزارة الأمن القومي، وأعطاها صلاحيات أمنية واسعة، وقوات أمنية إضافية، مع ميزانية تقدر بأربعة مليارات شيكل سنوياً، والهدف الأساسي من هذه التشكيلة هو بسط النفوذ الأمني على الضفة الغربية أرضاً وشعباً، بما في ذلك المقدسات الإسلامية، حيث أمسى المسجد الأقصى في عين الاستهداف الذي يدبر له بن غفير سراً وعلانية.

الاتفاق مع إيتمار بن غفير زعيم العظمة اليهودية مع حزب الليكود يتكامل سياسياً وأمنياً مع اتفاق الليكود وسموتريتش زعيم الصهيونية الدينية، لتكون النتيجة تحكم المتطرفين بمصير الأرض، وسيطرتهم على القرارات الإستراتيجية في كل ما يتعلق بحياة الإنسان الفلسطيني، ولا معنى لهذا التكامل غير تفريغ الضفة الغربية من سكانها، ضمن خطة أمنية قد تستغرق عدة سنوات، تبدأ بالتخلص من الإدارة المدنية مع نهاية سنة 2023.

هذا المخطط الإسرائيلي الذي يتوافق مع هوى نتنياهو شخصياً، الذي ينسجم مع سياسة الليكود بشكل عام، هذا المخطط الصهيوني لا يمكن أن يتصدى له الفلسطينيون وحدهم، ولا يمكن أن يتصدى له تنظيم فلسطيني بعينه، هذا المخطط لا يواجه بالشعارات، ولا يمكن مجابهته ببيانات الشجب والإدانة، وهذا المخطط لا يمكن تطبيقه على الأرض دون أن يلحق الضرر بالأردن بشكل مباشر، وسيؤثر في استقرار مصر وشعبها الذي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء اعتداء المتطرفين على المسجد الأقصى.

المخطط الإسرائيلي الذي يستخف بكل الأمة العربية والإسلامية، لا يتحطم إلا إذا اصطدم بصخرة الشعب الفلسطيني، فإذا انطلق المارد من قمقمه، استنهض من خلفه كل الشعوب العربية والإسلامية، لتدافع عن مقدساتها، وتحمي مستقبلها.