على الرغم من معرفتنا كفلسطينيين بحجم الدعم العربي للقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من فرحتنا الدائمة في مشاهدة العلم الفلسطيني في يد كل عربي، إلا أن ما شاهدناه في قطر جعلنا نتأكد من أننا مخطئون في تقدير الموقف.
لقد أذهلنا العرب في مونديال قطر 2022، واكدوا لنا أننا لسنا وحدنا وأننا نحظى بحب شعبي عربي جارف لم ولن يتغير مهما تغيرت الظروف ومها تبدلت الأحوال في الوطن العربي على مدار السنين.
ومع كل بطولة كأس عالم كنا نتمنى أن لا ينتهي المونديال لنبقى نستمتع بالفن الكروي والمتعة التي لا تتكرر إلا مرة كل أربع سنوات، إلا أننا في كأس العالم الحالي الذي استضافته قطر، ارتفع سقف أمنياتنا بان لا ينتهي المونديال على الإطلاق، وأننا لن ننتظر مونديالاً جديداً لنعيش اللحظات الرائعة.
الجميع بات على قناعة بان المشهد المونديالي الفلسطيني في قطر لن يتكرر بهذا الحكم في أي مونديال قام إلا إذا نظمته دولة عربية أو إسلامية، لا سيما وأننا بتنا نعرف أن كأس العالم القادم سيُقام بالشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس للكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا، إلى جانب كندا والمكسيك.
إن كأس العالم القادم لن يكون كالمونديال الحالي، وأعتقد أنه لن يسمح العالم بأن يتكرر هذا المشهد من الحب والدعم العربي والعالمي مع فلسطين، وأخشى ما أخشاه أن يكون رد الفعل الأمريكي والصهيوني على هذا المشهد بمشهد مناهض لمشهد قطر.
في مونديال قطر 2022 شعرنا بأمان لم نشعر به من قبل، ولقد زادت قانعتنا بأننا أقرب من أي وقت مضى لتحرير فلسطين أرضاً وشعباً وعاصمة، لقد أغدق علينا العرب بكرم لم نحظى به من قبل، حتى بتنا نتمنى لو أن قطر تستضيف كل بطولات كأس العالم القادمة، ليستمر هذا الشعور بالحب والانتماء للقضية الأعظم في التاريخ.
لقد بتنا كشعب فلسطيني على قناعة بأن أي دولة أخرى تنظيم كأس العالم بعيداً عن محيطنا العربي الدافئ، لن تعطي كأس العالم طابعاً كالطابع العربي والإسلامي الذي صبغت به قطر كأس العالم الذي حمل الرقم "22".