بعد دور أول تاريخي، يمني المنتخب الياباني النفس بمواصلة مشواره الرائع في مونديال قطر وبلوغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، وذلك حين يتسلح بخبرته الأوروبية وانجاز الدور الأول لمواجهة كرواتيا ونجمها لوكا مودريتش اليوم على ملعب الجنوب في الوكرة.
عندما سُحِبت قرعة النهائيات في نيسان/أبريل الماضي، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يخرج المنتخب الياباني "على قيد الحياة" من المجموعة الخامسة بعدما أوقعته مع العملاقين الألماني والإسباني.
لكن "الساموراي الأزرق" أكد أن لا شيء مستحيلاً في كرة القدم، ليس بحصوله على بطاقة تأهله وحسب بل بتصدره المجموعة أمام إسبانيا، متسبباً بإقصاء ألمانيا بطلة العالم أربع مرات من الدور الأول للنسخة الثانية توالياً بعدما صدمها افتتاحاً 2-1، قبل أن يكرر النتيجة ذاتها أمام "لا روخا" ختاماً.
في حينها، حدّد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو أهدافه بالتأهل الى ربع النهائي، لكنه استطرد "لا أعتقد أنه بإمكاننا الفوز من خلال القيام بنفس الأشياء التي اعتدنا عليها في النهائيات الست الأخيرة. يتوجب علينا العمل والمنافسة بغض النظر عن هوية المنافس الموجود على أرض الملعب".
وبالفعل، نجح اليابانيون في رفع مستوى التحدي وحققوا إحدى أكبر مفاجآت النهائيات بتصدرهم أمام إسبانيا، فيما خرجت ألمانيا خالية الوفاض للنسخة الثانية توالياً.
والآن، سيكون "الساموراي الأزرق" أمام تحدّي الخبرة والروح القتالية في مواجهة لوكا مودريتش ورفاقه في المنتخب الكرواتي الذين وصلوا قبل أربعة أعوام الى النهائي قبل الخسارة أمام فرنسا، لكن التقدم في العمر لدى عدد كبير من لاعبيه جعله مستبعداً عن حسابات المنافسة على اللقب.
وعلى غرار اليابان التي حجزت بطاقتها في الرمق الأخير، كانت كرواتيا قاب قوسين أو أدنى من توديع النهائيات لكن روميلو لوكاكو أهدر فرصتين ذهبيتين في الوقت القاتل كانت كفليتين بمنح بلجيكا بطاقة العبور على حساب مودريتش ورفاقه لو كان موفقاً.
وأقر المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش بعد المباراة أن فريقه كان محظوظاً في الوقت بدل الضائع، موضحاً "توقعت مباراة صعبة ضد بلجيكا. لا يمكن لبلجيكا أن تلعب ثلاث مباريات سيئة على التوالي... كنا محظوظين لأنهم لم يستغلوا فرصهم".
وبوجود لاعبين من طراز ابن الـ37 عاماً الذي توج أفضل لاعب في نهائيات 2018، وماتيو كوفاتشيتش وإيفان بيريشيتش ومارسيلو بروزوفيتش وأندري كراماريتش أو ديان لوفرن، تملك كرواتيا الأسلحة اللازمة لمحاولة تخطي المنتخب الآسيوي والعبور الى ربع النهائي، لكن المهمة لن تكون سهلة لأن "الساموراي الأزرق" يملك في صفوفه هذه المرة لاعبين متمرسين أوروبياً أكثر من أي وقت مضى.