قائمة الموقع

"الصابون البلدي".. صناعة تقليدية تعزز الاقتصاد المنزلي بالضفة

2022-12-04T12:44:00+02:00
صورة أرشيفية

تعتمد أُسر محدودة الدخل في أرياف الضفة الغربية المحتلة على تصنيع "الصابون البلدي" للإنفاق على احتياجاتها في ظل الغلاء المرتفع.

ويزيد معدل التصنيع في موسم قطف الزيتون لاعتماد الصابون على الزيت المستخرج من الثمار بدرجة أساسية، وتجد النساء ضالتها في هذه الصناعة التقليدية.

وتتحدث الحاجة فاطمة العلي من بلدة جماعين جنوب نابلس عن صناعة الصابون البلدي بالقول:" إن عملية تحضير الصابون البلدي تحتاج إلى يوم كامل، ويدخل في صناعتها ثلاث مواد أساسية زيت الزيتون، القطرونة أو "الصود كوستيك" والماء.

وأضافت لصحيفة "فلسطين" أنها تضع الماء في الوعاء المخصص للتحضير، ثم يضاف إليه القطرونة وتحرك لتصبح محلولاً، بعد ذلك يترك الوعاء عدة ساعات، ثم يضاف إليه زيت الزيتون ليصبح مادة لزجة تشتد تدريجيا، يتبع ذلك وضع الملح لزيادة نسبة التماسك، بعدها يترك الخليط في البرميل لمدة عشر ساعات لتكتمل عملية التفاعل".

وتابعت: "بعد ذلك يتم الطبخ على نار خفيفة باستعمال الحطب كمادة متوفرة، ثم ينقل الصابون اللين ويوضع في مقاطع مخصصة، ويترك حتى يتجمد ثم يقطع إلى ألواح مكعبة تبقى عرضة للهواء كي تجف فتحصل بذلك على صابون بلدي نظيف خال من المواد الكيماوية".

وتعودُ صناعة الصابون في فلسطين، إلى أكثر من ألف عام مضت. وبحسب الناشطة النسوية ميسون المصري من نابلس شمال الضفة المحتلة، فإن الرحالة والمؤرخين القدماء دونوا في كتبهم عن صناعة الصابون في فلسطين، ومنهم شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري المقدسي الذي قال:" إن الصابون كان يصنع في مدينة نابلس ويحمل إلى سائر البلاد".

ويبين منتج الصابون البلدي يوسف سراحنة، أن تصنيع الصابون البلدي سهل لكنه يحتاج إلى إتقان، وفي الوقت نفسه مُجدٍ اقتصادياً.

وقال سراحنة لصحيفة "فلسطين:" إن الكيلو جرام الواحد من زيت الزيتون ينتج 9 قوالب من الصابون مختلة الألوان والروائح، تُباع بعد تقطيعها إلى مكعبات إلى الزبائن والمحال التجارية".

وأشار إلى أنه يتقاضى أجرا يوميا من تصنيعه الصابون لمحال تجارية وأفراد يتراوح من 150-300 شيقل.

من جهته تطرق التاجر محمود صوالحة، إلى مزاحمة الصابون المصنع كيمائياً للصابون البلدي، وأنه تسبب في تراجع معدلات البيع عليه، مشيراً إلى أن الإقبال على الصابون البلدي يقتصر على فئة محددة من المجتمع خاصة كبار السن الذين يفضلون المنتجات الطبيعية.

بدوره قال المختص في الشأن الاقتصادي ناصر سوالمة من رام الله إن صناعة الصابون التقليدية مربحة، ولها زبائنها، وتخفف من الفقر في ريف الضفة، ويمكن أن تصل يومية من يجيد ويصنع الصابون لأكثر من ٢٠٠ شيقل".

ويتحدث المختص في تجميل البشرة جمال الحواري أن الصابون البلدي مفيد لعلاج شد البشرة ومنع الترهلات والهالات السوداء تحت العين كما أنه يقوي الشعر ويزيل قشرة الرأس، ومعالج لالتهابات البشرة، وعلاج تشققات الأقدام.

اخبار ذات صلة