المشارك الأقوى والأبرز في مونديال قطر 2022 هي القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في كل المباريات، وسطعت الحناجر بترديد الحرية لفلسطين، ولوحت الأيادي بعلم فلسطين، أكثر من التلويح برايات وأعلام بلدانهم.
في مونديال قطر التي أحسنت الإعداد والتجهيز على مدار 12 عامًا، ورفعت أسمها عاليًا بما قدمت من إنجاز عالمي، يُعد الأفضل والأضخم في تاريخ المونديال، وقدم العرب بصورة مشرفة، في حسن فضح الحملات التي شنتها بعض الدول قد تنظيم دولة عربية للمونديال، وتصدرت الحملة ألمانيا وفرنسا.
من حق قطر أن تفتخر بما حققت، ومن واجبنا أن نفتخر كفلسطينيين بما نشاهده من نصرة ودعم للقضية الفلسطينية، الذي كشف فيها المونديال بما لا يدع مجالًا للشك بأن الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية حاضر وبقوة، ويحتاج إلى استثمار على الصعيد الرسمي، وأن 74 عامًا لم يتمكن الاحتلال من طمس الهوية الفلسطينية، وأن جرائم القتل والإعدام والتهجير التي يمارسها لم تتمكن من إنهاء القضية الفلسطينية، وخاصة أن الفلسطيني يسجل عامًا بعد عام، ويومًا بعد يوم حضورًا واسعًا عبر مقاومة الاحتلال وفضح ممارساته ضد المدنيين الفلسطينيين، كما حدث مع الشاب عمار مفلح، وإعدامه بدم بارد، ليكون الشهيد العاشر خلال أيام.
فضح مونديال قطر المطبعين والمنسقين الأمنيين مع الاحتلال وعزلهم، وظهر بقوة بمقاطعة الإعلام العبري في قطر ورفض التعامل معهم، وغياب شبه تام لجمهور الاحتلال في المونديال، وهذا يؤكد أن التطبيع فشل في فرض نفسه على الشعوب العربية والإسلامية، بل عزز مقاطعة الاحتلال كما ظهر في مقاطعة الشعوب في أمريكا الجنوبية وشرق آسيا، لعله أبهى صور المقاطعة للاحتلال منذ سنوات.
الخيبة التي أصيب بها الاحتلال والمطبعين يمكن البناء عليها في تعزيز مقاطعة الاحتلال وعزله إقليميًّا ودوليًّا، خاصة في ظل بروز وظهور الحكومة اليمينة المتطرفة التي تضم غلاة المستوطنين واليمنيين الذي يدعون للحرب وارتكاب الجرائم والمجازر ضد الفلسطينيين، وتضم بن غفير الذي سيتولى وزارة الأمن الوطني وبرفقة عدد الوزراء الذي يدعون لقتل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وتسهيل عمليات الإعدام للمدنيين في الضفة الغربية.