كنا نحلم وسنستمر في العمل على تحقيق أحلامنا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وأتمنى أن يتحقق ذلك الحلم في المونديال القادم في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا في العام 2026، والذي سيشهد تأهل 48 دولة لأول مرة في تاريخ المونديال العالمي أي بزيادة 12 منتخباً دفعة واحدة.
وحتى يتحقق ذلك الحلم على أرض الواقع، فإنه تحقق في هذا المونديال الذي استضافته قطر للمرة الأولى في الوطن العربي والإسلامي، وذلك من خلال الحجم الكبير من التعبير العربي والإسلامي والدولي عن دعمه لفلسطين وشعبها وقضيتها العادلة في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يُصادف اليوم 29 من شهر نوفمبر وفق قرار الأمم المتحدة.
وقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا القرار عام 1977، كنوع ومن أنواع التكفير عن قرارها بتقسيم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة الذي حمل الرقم (181) والذي صدر عنها تحت رقم (32/40 ب) يوم 29 من شهر نوفمبر من عام 1947.
كما طلبت الجمعية العامة بموجب القرار (60/37) في الأول من شهر ديسمبر لعام 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم 29 من شهر نوفمبر من كل عام، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة.
إن هذا اليوم يوافق إقامة 4 مباريات في بطولة كأس العالم، تجمع الأولى بين قطر وهولندا، والثانية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والثالثة بين إنجلترا وويلز، والرابعة بين السنغال والإكوادور.
ويشاء القدر أن يكون جميع أطراف المباريات الأربعة لهم علاقة بالقضية الفلسطينية سواء من قريب أو من بعيد، فقطر الدولة العربية والإسلامية التي تواجه هولندا، مُطالبة بالتضامن مع فلسطين في هذا اليوم التاريخي من خلال أي سلوك مباشر أو غير مباشر إما بوضع علم فلسطين على ذراع قائد المنتخب القطري أو بتوشح لاعبي المنتخب القطي بالكوفية الفلسطينية، وهو ما ينطبق على منتخبي إيران والسنغال الإسلاميتين، لا سيما منتخب إيران الذي سيواجه منتخب الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أكبر داعم لدولة الاحتلال الصهيوني.
أما بخصوص مباراة إنجلترا وويلز، يجب على كل من يقف على مدرجات ملعب المباراة رفع علم فلسطين والكوفية الفلسطينية تعبراً عن دعم القضية والشعب الفلسطيني من جهة، وتوجيه رسالة إلى منتخب بريطانيا التي منحت أرض فلسطين للصهاينة دون وجه حق من خلال تنفيذ وعد "بلفور" المشؤوم.
وقد يسأل سائل، وهل سيوافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على السماح بخلط السياسة بالرياضة في كأس العالم ؟، وهل سيكون التضامن مع الشعب الفلسطيني في كأس العالم من داخل الملعب فقط ؟، وهل مسموح خلط السياسة بالرياضة ؟، وهل سيستذكر العرب والمسلمون المتواجدون في قطر الآن أن يوم 29 من شهر نوفمبر هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل انشغالهم بالمباريات ؟.
ولكل سؤال جواب، والجواب سيكون واضحاً وصريحاً، فقد تغاضى الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قيام الرياضيين في العالم بالتضامن مع أوكرانيا بعد الغزو الروسي لأراضيها، بل وقام بتجميد عضوية روسيا وحرمانها من استكمال مبارياتها في التصفيات المؤهلة للمونديال القطري، في وقت منع التضامن مع فلسطين وقضيتها في ازدواجية قبيحة في المعايير والمواقف لهذا الاتحاد الأكبر في العالم.
وإن كان هناك قرار رسمي للاتحاد الدولي بمنع حدوث ذلك على أرض الملعب، فإن حدوثه في المدرجات لن يكون تحت سيطرته، وسيكون بإمكان الجميع في كل جنبات المدرجات برفع علم فلسطين ولافتات تحمل عبارات التذكير بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وفق قرارات الأمم المتحدة، إلى جانب فعل نفس الشيء في ساحات الملاعب وساحات المشجعين من خلال قيام سفارة فلسطين في قطر بتنظيم الفعاليات التي تُحيي فيها هذه المناسبة.
إن قيام المشاركين في كأس العالم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني يستند إلى قرار دولي صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي فإنه لن يكون هناك خلط بين السياسة والرياضة، فالأمر إنساني بالدرجة الأولى رغم أن قضيتنا سياسية قبل أن تكون قضية إنسانية.