فلسطين أون لاين

تقرير على أراضي مطار قلنديا.. مشروع تهويد إسرائيلي يعزل القدس عن محيطها

...
جرافات الاحتلال تعمل في المشروع التهويدي بمطار قلنديا
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

سارعت وزيرة الداخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي "أيليت شاكيد"، مع اقتراب نهاية عمر حكومتها التي يترأسها "يائير لابيد إلى الموافقة على مشروع استيطاني ضخم يضم 9000 وحدة سكنية استيطانية، فوق أراضي مطار القدس الدولي "قلنديا" في القدس المحتلة.

وتسعى "شاكيد"، من خلال تنفيذ المشروع الاستيطاني، إلى تسجيل إنجاز سياسي تاريخي قبل انتهاء فترة عملها السياسي، وذلك على حساب الأراضي الفلسطينية، وفق ما يقول مراقبون لصحيفة "فلسطين".

ويبتلع المشروع الاستيطاني، وفق المراقبين، مطار قلنديا كاملا وأراضي قرية قلنديا المحيطة به، الواقعة داخل جدار الفصل العنصري، كما يعزل مدينة القدس عن مدينتي رام الله والبيرة بشكل كامل.

وأمس، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن "شاكيد" توجهت إلى ما تسمى "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" بطلب تسريع إجراءات الموافقة على مشروع البناء الضخم "عطروت"، الذي يتعلق ببناء مجمع استيطاني يضم حوالي 9000 وحدة سكنية، في المكان الذي كان يقوم فيه مطار قلنديا.

مخطط "القدس الكبرى"

وأكد رئيس دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، خليل التفكجي، أن هدف "شاكيد" من تنفيذ المشروع الاستيطاني فوق مطار القدس الدولي، إنهاء الوجود الفلسطيني في المنطقة.

وقال التفكجي لصحيفة "فلسطين": إن "أبرز الأهداف الاستراتيجية للمشروع الاستيطاني، يتمثل في تحقيق مخطط "القدس الكبرى" لأنه يرتبط مع المستوطنات خارج مدينة القدس، إضافة إلى إقامة سد استيطاني يفصل مدينة رام الله والبيرة عن القدس.

وأضاف: أن "شاكيد" تريد تسريع تنفيذ المشروع للوصول للأهداف الإستراتيجية أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأشار إلى أنه جميع حكومات الاحتلال تتفق على الاستيطان داخل الضفة الغربية، بما فيها الأحزاب الدينية واليسارية.

من جهته، أكد المختص في شؤون الاستيطان، بشار القريوني، أن بناء وحدات سكنية في مطار قلنديا يمهد لإنشاء طوق استيطاني حول القدس المحتلة، لذلك يحاول الاحتلال تسريع الاستيطان في هذه المناطق الاستراتيجية.

وقال القريوني لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يتجاوز القانون الدولي من خلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية والبؤر والمجمعات العشوائية في مناطق الضفة الغربية، ضمن خططه للسيطرة والهيمنة".

وأضاف أن "المستوطنين هم من يديرون حكومة الاحتلال، ويفرضون مخططاتهم الاستيطانية، ويعملون على استغلال الوقت لمصادرة الأراضي وبناء آلاف الوحدات والبؤر الاستيطانية".

كما أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، أن مشروع مطار قلنديا يأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية لليمين الإسرائيلي الذي يسعى بشكل واضح لمنع أي مقومات تعطي الفلسطينيين إمكانية لإقامة دولة أو كيان لهم، وعلى اعتبار أن المطار من مظاهر السيادة ويعطي أملاً مستقبلياً للفلسطينيين بإقامة دولتهم.

وأوضح الرفاتي لصحيفة "فلسطين"، أن مشروع مطار قلنديا الاستيطاني هو جزء من مخططات التهويد للضفة والقدس، ويسعى لفرض وقائع على الأرض على الفلسطينيين، لافتًا إلى أن صدوره من "شاكيد" التي باتت خارج "الكنيست"، يأتي ضمن مساعيها للعودة مرة أخرى عبر طرح برامج ومشاريع أكثر تطرفاً.

ولفت إلى أن المطالبات من المتطرفين في الاحتلال بتسريع الاستيطان تنبع من رغبتهم في تغيير الواقع في الضفة والقدس المحتلتين.

وأضاف: "يريد المستوطنون وقادتهم ضم جميع المناطق لدولة الاحتلال، وذلك من منطلق عقائدي ونبوءة بأن المسيح سينزل على أحد جبال "يهودا والسامرة"، وعليه فإن المتطرفين يسعون بشكل حثيث للسيطرة على جميع المناطق في الضفة".