رغم الحزن الشديد الذي طغى علينا بخسارة قطر لمباراتيها الأولى والثانية في مونديالها العربي الإسلامي الأكثر من رائع بشهادة القاصي والداني رغم الهجوم غير المُبرر من أوروبا عليها، إلا أن العرب ما زالوا يحققون نتائج مُبهرة ترفع الرأس وتبعث الأمل بتحقيق مزيد من الإنجازات القليلة للعرب في أكبر بطولة لكرة القدم في العالم.
يوم أمس كان آخر إنجاز وآخر بفوز لصالح المغرب أمام بلجيكا واحتلالها قمة مجموعتها بتعادل في المباراة الأولى وفوز في المباراة الثانية، بانتظار المباراة الثالثة أمام كندا، واقترابها إن شاء الله من التأهل إلى دور الـ16، ومن قبلها الفوز التاريخي للمنتخب السعودية على الأرجنتين بهدفين لهدف وحفاظها على حظوظها بالتأهل إلى نفس الدور رغم خسارتها غير المنطقية أمام بولندا وانتظارها لمباراتها الأخيرة أمام المكسيك في ختام منافسات دور المجموعات.
صحيح أن تونس لم تُحقق حتى الآن أي فوز في مباراتيها أمام الدنمارك والتي انتهت بالتعادل، والثانية أمام أستراليا، وصعوبة مواجهتها الأخيرة أمام فرنسا، إلا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وتُعطي من يُعطيها، وبالتالي ما زال الأمل قائماً بتأهل منتخبين عربيين إلى دور الـ16 الذي قلما تأهلنا إليه كمنتخبات عربية منذ مونديال الأرجنتين عام 1978، ومن بعدها نُسخ قليلة من النُسخ التي شهدت تألقاً عربياً.
اليوم ونحن على أعتاب تحقيق إنجاز عربي جديد، لا سيما من المغرب بنسبة تصل إلى أكثر من 95%، والسعودية بنسبة تصل إلى (90%، من حقنا استرجاع التاريخ للتعرف على الإنجازات العربية منذ النسخة الثانية لبطولة كأس العالم، كون النسخة الأولى لم تشهد تصفيات ولم تشهد مشاركة أي دولة عربية.
فقد كانت مصر أول بلد عربي يُشارك في نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1934، ومن ثم انقطعت المشاركة العربية على مدار 36 سنة، قبل أن تعود في العام 1970 بالمكسيك، حيث شاركت المغرب وكانت أول دولة عربية تُحقق نقطة في البطولة بعد تعادلها في الدور الأول أمام بلغاريا (1-1).
وفي نسخة عام 1978 في الأرجنتين، حيث شهدت تلك النسخة تحقيق أول فوز عربي في كأس العالم من خلال فوز تونس في الدور الأول على المكسيك (3-1).
وفي كأس العالم في إسبانيا عام 1982، كانت الجزائر أول دورة عربية تُحقق فوزين في المونديال على ألمانيا (2-1) وضد على تشيلي (3-2) لتكون أول دولة عربية وأفريقي تفوز على منتخب أوروبي، ولكنها تعرضت لمؤامرة ولم تتأهل لدور الـ16.
وشهدت ذات البطولة تأهل الكويت إلى النهائيات كأول دولة عربية آسيوية تصل إلى المونديال.
وفي كأس العالم 1986 بالمكسيك، كانت المغرب أول دولة عربية تتأهل لدور الـ16 بعدما احتلت قمة مجموعتها لتكون الدولة العربية الوحيدة التي أنهت دور المجموعات وهي تتصدر المجموعة التي ضمت إنجلترا وبولندا والبرتغال، قبل أن تخسر في دور الـ16 أمام ألمانيا (0-1).
وشهد مونديال 1986 بالمكسيك تأهل ثانٍ على التوالي لدولة عربية وهي الجزائر.
وفي مونديال 1994 بالولايات المتحدة، كان السعودية أول دولة عربية آسيوية تتأهل لدور الـ16 بعد احتلالها المرتبة الثانية في مجموعتها التي ضمت كل من هولندا وبلجيكا والمغرب، قبل أن تخرج من البطولة على يد السويد (1-3).
وفي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حقق السعودية أول حالة تأهل للمرة الثالثة على التوالي، وهو ما فعلته مرة رابعة في كأس العالم 2006 بألمانيا.
وفي مونديال 2014 في البرازيل، كانت الجزائر البلد العربي الوحيد الذي شارك في كأس العالم 2014.
ويبقى مونديال قطر 2022 محاولة من محاولات تحقيق ما هو أبعد من التأهل للدور الثاني، صحيح أننا كعرب لم نضمن أي مقعد في الدور الثاني حتى الآن رغم أهلية المغرب والسعودية لتحقيق ذلك، إلا أن الطموح العربي كبير لا سيما وأن المنتخبات العربية وبإمكاناتها المادية تفوق الكثير من بعض الدول التي سبق وأن وصلت إلى دور الثمانية والدور قبل النهائي من قبل.